بالتّفصيل لأنّها أكثر من أن تحصى أو تعرف ، فقال لهم : قولوا : الحمد لله على ما أنعم به علينا » (١).
( رَبِّ الْعالَمِينَ )
الرّبّ : هو الخالق والمكوّن ، والمحيي والمدبّر لجميع الكائنات الحيّة وغيرها بجميع ذاتياتها وشئونها ، وروي عن الإمام عليهالسلام في تفسيره لربّ العالمين : « مالك الجماعات من كلّ مخلوق من الجمادات والحيوانات ، وخالقهم ، وسائق أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون ، يقلّب الحيوانات بقدرته ، ويغذوها من رزقه ، ويحوطها بكنفه ، ويدير كلاّ منها بمصلحته ، ويمسك الجمادات بقدرته ، ويمسك المتّصل منها أن يتهافت ، ويمسك المتهافت أن يتلاصق ، ويمسك السّماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه ، والأرض أن تنخسف إلاّ بأمره ... » (٢).
( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ )
تقدّم تفسيرهما في البحث السابق ، فلا حاجة لإعادة الكلام فيه.
( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ )
أي مالك يوم الآخرة ، التي هي أعظم وأشدّ هولا من امور الدنيا ، ولم يؤثر عن إمام المتّقين تفسير له.
( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
المراد : إنّا نعبد الله تعالى ولا نعبد غيره ، ونستعين به ولا نستعين بسواه ، ودلّ الضمير المنفصل على الاختصاص ، كما نصّ على ذلك علماء النحو.
__________________
(١) الميزان ١ : ٢٤ ، نقلا عن العيون.
(٢) مواهب الرحمن ١ : ٤٩.