هذه بعض محتويات الآية على ضوء ما ورد تفسيرها عن أمير المؤمنين عليهالسلام.
( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ ) (١٩)
حكت هذه الآية المباركة أنّ الدين عند الله تعالى هو الإسلام منقذ البشرية من الضلال ، والهادي إلى طريق الحقّ.
وقد تحدّث الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام عن الإسلام بقوله :
« لأنسبنّ الإسلام (١) نسبة لم ينسبها أحد قبلي ، ولا ينسبها أحد بعدي ، الإسلام هو التّسليم ، والتّسليم هو التّصديق ، والتّصديق هو اليقين ، واليقين هو الأداء ، والأداء هو العمل. إنّ المؤمن أخذ دينه عن ربّه ولم يأخذه عن رأيه.
أيّها النّاس ، دينكم ، دينكم ، تمسّكوا به ، لا يزلكم أحد عنه لأنّ السّيّئة فيه خير من الحسنة في غيره ، وإنّ السّيّئة فيه تغفر ، والحسنة في غيره لا تقبل » (٢).
( تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (٢٧)
أفادت الآية الكريمة عظيم قدرة الخالق العظيم ، فمن قدرته الهائلة ولوج اللّيل في النّهار ، وولوج النّهار في اللّيل ، وذلك بإدخال أحدهما في الآخر ،
__________________
(١) أي : لاعرّفنه.
(٢) تفسير القمّي ١ : ١٠٠.