ومن قدرته إخراج الحيّ من الميّت كإخراج المؤمن من نطفة الكافر ، وكإخراج الميت ـ وهو الكافر ـ من الحيّ وهو المؤمن ، ومن عظيم قدرته تعالى أنّه يرزق من يشاء بغير حساب.
وتحدث الإمام عليهالسلام بحديث رائع عن الرزق قال :
« الرّزق رزقان : رزق تطلبه ورزق يطلبك ، فإن لم تأته أتاك. فلا تحمل همّ يومك! كفاك كلّ يوم ما فيه ؛ فإن تكن السّنة من عمرك فإنّ الله تعالى سيؤتيك في كلّ غد جديد ما قسم لك ؛ وإن لم تكن السّنة من عمرك فما تصنع بالهمّ فيما ليس لك ؛ ولن يسبقك إلى رزقك طالب ، ولن يغلبك عليه غالب ، ولن يبطئ عنك ما قد قدّر لك ... » (١).
( لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ ) (٢٨)
نهت الآية الكريمة المسلمين عن اتّخاذ الكافرين أولياء لهم ، وعقد صداقة ومودّة معهم ، وذلك لتباين الاتّجاهين فاتّجاه المؤمن الإيمان بالله تعالى ، واتّجاه الكافر الكفر بالله ، فكيف يلتقيان؟ واجازت الآية اتّصال المؤمن بالكافر للتقية وهو خوف المؤمن على نفسه وماله وعرضه منه ، فإنّه يسمح له بالاتّصال به.
وقد أعرب الإمام عليهالسلام في بعض أحاديثه عن جواز التقية ومشروعيتها مع الخوف ، قال عليهالسلام :
« وأمرك ـ أي الله ـ أن تستعمل التّقيّة في دينك ، فإنّ الله تعالى يقول : وإيّاك ثمّ
__________________
(١) نهج البلاغة ٢ : ٢٣٦.