( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (٣)
نزلت الآية الكريمة على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حينما نصب الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام خليفة من بعده على امّته ، وقائدا عاما لمسيرتها ، فبولايته وإمامته قد كمل الدين ، وتمّت رسالة سيّد المرسلين ، وقد
قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الله أكبر على إكمال الدّين ، وإتمام النّعمة ، ورضا الرّبّ برسالتي ، والولاية لعليّ ».
ثمّ قال : « اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ».
وانبرى حسّان بن ثابت فاستأذن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أن ينشد أبياتا يسجل فيها هذه المناسبة فأذن له النبيّ ، فقال :
يناديهم يوم
الغدير نبيّهم |
|
بخمّ وأسمع
بالنبيّ مناديا |
فقال فمن مولاكم
ووليّكم |
|
فقالوا ولم
يبدوا هناك تعاميا |
إلهك مولانا
وأنت وليّنا |
|
ولن تجدن فينا
لك اليوم عاصيا |
فقال له قم يا
عليّ فإنّني |
|
رضيتك من بعدي
إماما وهاديا |
لقد نزلت هذه الآية بعد قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ... ) (١).
وقد تواترت الأخبار في حديث الغدير ، فقد قال أبو المعالي الجويني :
__________________
(١) المائدة : ٦٧.