فنزل جبرئيل على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبره أن لا يبلّغ هذه السورة إلاّ عليّ عليهالسلام ، فدعاه النبيّ وأمره أن يلحق أبا بكر ويأخذ منه السورة ويقرأها عنه ، وركب الإمام ناقة النبيّ العضباء ، وسار حتّى لحق بأبي بكر ، وأخذ منه السورة ، وفزع أبو بكر وخاف أن يكون قد نزل في حقّه شيء من السماء ، فهدّأ الإمام روعه ، وأخبره أنّه لم ينزل في أمره شيء.
وقام الإمام عليهالسلام بتبليغ المواد التي عهد بها النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إليه ، فقال :
« أيّها النّاس ، لا يطوفنّ بالبيت عريان ، ولا يحجّنّ بالبيت مشرك ، ومن كانت له مدّة فهو إلى مدّته ، ومن لم يكن له مدّة فمدّته أربعة أشهر ... ».
وصادف خطابه يوم النحر (١).
ومن الجدير بالذكر أنّ من جملة المؤاخذات التي وجّهتها الشيعة لأبي بكر أنّ السماء لم تر له أهليّة لتبليغ هذه المقرّرات ، فكيف يتقلّد الخلافة التي هي من أهمّ المراكز الحساسة في الإسلام.
( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ) (١٢)
استشهد الإمام عليهالسلام بهذه الآية وطبّقها على أعضاء حزب عائشة في حرب الجمل ، فقد قال لأصحابه :
« لا تعجلوا على القوم حتّى أعذر فيما بيني وبين الله وبينهم » ، فقام وخطب قائلا :
« يا أهل البصرة ، هل تجدون عليّ جورا في حكم؟ ».
__________________
(١) الدرّ المنثور ٤ : ١٢٤. تفسير العيّاشي ٢ : ٧٤.