فقالوا : لا.
فقال : « فحيفا في قسم؟ ».
قالوا : لا.
قال : « فرغبة في دنيا أخذتها لي ولأهل بيتي دونكم فنقمتم عليّ فنكثتم بيعتي؟ ».
قالوا : لا.
قال : « فأقمت فيكم الحدود وعطّلتها في غيركم؟ ».
قالوا : لا.
قال : « فما بال بيعتي تنكث وبيعة غيري لا تنكث ، إنّي ضربت الأمر أنفه وعينه ، فلم أجد إلاّ الكفر أو السّيف ... ».
ثمّ انتهى الإمام إلى أصحابه ، فقال لهم :
« إنّ الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : ( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ) ، والّذي فلق الحبّة ، وبرأ النّسمة ، واصطفى محمّدا بالنبوّة ، إنّهم لأصحاب هذه الآية » (١).
واستشهد بالآية الكريمة على غدر طلحة والزبير ونكثهما لبيعته ، فقد قال :
« عذيري من طلحة والزّبير بايعاني طائعين غير مكرهين ، ثمّ نكثا بيعتي من غير حدث » ، ثم تلا الآية الكريمة (٢).
( أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ
__________________
(١) قرب الاسناد ـ الحميري : ٩٦.
(٢) أمالي المفيد : ٧٣.