الفقيه الاديب السيد عباس شبر حسنة من حسنات الدهر ونابغة من نوابغ العصر ووجه ناصع من وجوه الكمال ، لازمته بحكم صلة القرابة وامتزجت به روحيا وكان يعظم في عيني كلما ازددت ويسخر من هذه الحياة التي يتطاحن الناس على زبارجها وزخارفها ويبتعد كل الابتعاد عن المطامع والتصنع ويندد بالمرائين والمدلسين وكان البعض يحسبه مترفعا غير مبال بالكرامات ، وانما كان يرى لنفسها قيمتها ويحفظ لها كرامتها فما عرف عنه الا الاباء والعزة فاسمعه يقول :
ترفعت عن معروف
حي وميت |
|
فكل حطامي منزل
لابي وقف |
فكم ليلة للغيث
بت مسهدا |
|
احاذر أن يهوي
على صبيتي السقف |
عانى من شظف العيش ومرارة الحياة وآلام المجتمع شيئا كثيرا وهو صلب الارادة قوي العزيمة تتمثل فيه صفة المؤمن الكامل ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) وحتى لو اقتسم الناس الدنيا لما التفت اليهم ومن وقوله :
انا ما استخدمت
شعري |
|
في مديح أو
خلاعة |
لا ولا لوثت
بالاطماع |
|
سربال القناعة |
أبعد الله أديبا |
|
تخذ الشعر بضاعة |
كان عندما يشاهد هذا المجتمع الراكض وراء السفاسف والزخارف وقد بنى كل مقوماته على الدجل استشهد بقول الامام العادل امير المؤمنين علي بن ابي طالب : ان هؤلاء لبسوا الدين كما يلبس الفرو مقلوبا. وكنت عندما اسمعها منه واحدق في وجهه وعينيه البراقتين استغرق ضاحكا ويزداد ارتياحي عندما يفر هذه الكلمة وأن الذي يلبس الفرو مقلوبا فقد استعمله لغير ما وضع له اذ يفقد التدفئة ثم يتراءى شكله كالكبش بمنظر مضحك ثم ينشدني قوله :
يا خليلي كفناني
بشعري |
|
واعصرا للتغسيل
منه دموعي |
واعرضاني للبدر
فهو رفيقي |
|
كي يصلي على عند
الهزيع |