مصر فلما بلغ الرملة استجار لصاحبها حسان بن الحسن بن مفرج الطائي ومدحه فأجاره وسكن جأشه وأزال خوفه ووحشته ، أقول وذكر له جملة من المنظوم.
وترجم له الداودي في طبقات المفسرين وقال : اختصر كتاب اصلاح المنطق في اللغة وابتدأ في نظم ما اختصره قبل استكماله سبع عشرة سنة ، وصنف كتاب ( الايناس ) وهو مع صغر حجمه كثير الفائدة وكتاب ( الالحاق بالاشتقاق ) وكتاب ( ادب الخواص ) وكتاب ( الشاهد والغائب ) بين فيه اوضاع كلام العرب والمنقول منه واقسامه تبيانا يكاد يكون أصلا لكل ما يسأل عنه من الالفاظ المنقولة عن أصولها الى استعمال محدث وكتاب ( فضائل القبائل ) وكتاب أخبار بني حمدان واشعارهم واملاءات عدة في تفسيرالقرآن العظيم وتأويله.
وروى موطأ مالك وصحيح مسلم وجامع سفيان وقارض ابا العلاء المعري بمكاتبات أدبية كثيرة الغريب ، وقال الشعر الجيد ، وبرع في الترسل وصار اماما في كتابة الانشاء وكتابة الحساب وتعرف في فنون من علم العربية واللغة.
قتل مسموما بميافارقين في ثالث عشر شهر رمضان سنة ثماني عشرة واربعمائة وحملت جثته الى الكوفة فدفن بتربة كانت له بجوار قبر علي بن أبي طالب عليهالسلام وله ديوان شعر ومن شعره قوله :
أقول لها والعيس
تحدج للسرى |
|
أعدي لفقدي ما
استطعت من الصبر |
سأنفق ريعان
الشبيبة آنفا |
|
على طلب العلياء
أو طلب الاجر |
أليس من الخسران
أن لياليا |
|
تمر بلا نفع
وتحسب من عمري |
اقول أخذ المعنى من شاعرنا محمد مهدي الجواهري بقوله :
خليلي من ظلم
الليالي بأنها |
|
تمر على رغمى
وتحسب من عمري |
هلما نبع عمرا
ونشري مسرة |
|
فليس بعدل أن
نبيع ولا نشري |