قصر شيرين هاهنا
وعليها |
|
ذاب ( فرهاد )
حسرة بعد حسره |
كم ملوك تنعمت
في ذراها |
|
ثم راحت في عالم
الذرذره |
وبهذي الشعاب كم
عاش شعب |
|
قد جهلنا حتى
بناه وذكره |
أين ( شبديز )
حين يعلو ( أبروي |
|
ز ) عليه فيسبق
العدو فكره (١) |
أين ساسان والسلاطين
منه |
|
ملأوا الارض بسط
علم وقدره |
قد أقمنا بها
زمانا نعمنا |
|
برده والعراق
يلفح حره |
نحن في الصيف
والشتاء علينا |
|
قارص يجلب الاذى
والمضره |
خير أوقاتنا
الظهيرة فيها |
|
نتسلى ظهر
النهار وعصره |
أوقفتنا تلك
الجبال حيارى |
|
نتحرى سر الجلال
وسفره |
يذهب الفكر
صاعدا ثم يهوي |
|
واجدا في طريقه
كل عثرة |
يابديع الجمال
في كل قلب |
|
نور ذاك الجمال
أودع جمره |
قد سقتنا تلك
الشمائل كأسا |
|
فسكرنا ولم نذق
قط خمره |
ان هذا الوجود
بحر ولكن |
|
اين من في
الوجود يسبر قعره |
ولهذي الاكوان
لب ولكن |
|
ما عرفنا حتى
لحاه وقشره |
ولهذي الحياة
معنى ولكن |
|
علنا بالممات
نعرف سره |
كتب عنه الكثير وترجموا له ولعل خير من كتب وأسهب الكاتب على الخاقاني في موسوعته شعراء الغري فقد ذكر له جملة من المنظوم والمنثور واثبت انطباعاته عنه واليكم نتفا من شعره ، قال في قصيدة عنوانها : ساعة الوداع.
سر على اليمن
والشرف |
|
ودع النفس
والكلف |
أيها الظاعن
الذي |
|
أخذ القلب
وانصرف |
__________________
١ ـ شبديز اسم فرس خاص كان قد أهدي للملك خسرو ابرويز من الروم ، وكلمة ( شبديز ) في الفارسية معناها لون الليل ، والتسمية تشعر بسواده الغامق ، ولهذا الفرس خصائص منها قوته الخارقة حتى انه كان عندما يرسل الى البيطار لا يقوى عليه أقل من عشرة رجال لامساكه ، ومنها انه كان أطول من مستوى ارتفاع خيول العالم بأربعة أشبار ، ولشدة اعتزاز الملك به كان يطعمه من كل ما يطعم منه ، ولما مات شبديز أمر الملك بتغسيله وتكفينه ودفنه ونقش صورته على الحجر تخليدا لذكراه. عن فرهنك برهان قاطع ج ٢ / ٨٥٩.