وارى والدي في دار الشيخ الحلي وارى الحلي في دارنا أيضا وكان الوالد يقول لي : اعرض ما يعسر عليك فهمه على الشيخ عبد الحسين فكنت اثناء ذلك اسمع منه النكتة المستملحة والنادرة الادبية ولعهدي بجماعات من المشغولين بالتأليف والمعنيين بالبحوث التاريخية والادبية ومرجعهم الشيخ بكل ما يكتبون ولعهدي بشاعر من المتدرجين على نظم الشعر كان يقرأ على الشيخ شعره وشعوره وكثيرا ما كان الشيخ يداعبه فتستحيل الجلسة الى فكاهة ومرح اذ أن الشيخ يقرض ذلك الشعر بقطعة تكون على الوزن والقافية وحسبك ان تقرأ جريدة الهاتف النجفية ومجلة الاعتدال لتقف على منثور المترجم له ومنظومه انه يقول في رائعته ( عالم الغد ).
أيصدقني يومي
الاحاديث في غد |
|
فيغدو على برحاء
قلبي مسعدي |
سقاني على
التبريح كاسا مريرة |
|
أهل بعدها يصفو
ويعذب موردي |
وروت لنا جريدة الهاتف من شعره تحت عنوان ( البلبل السجين ) :
أيها البلبل حيتك الغوادي والروائح وتعطرت من الزهر بأصناف الروائح مرة غنيت في دهري فردتني الصوائح وتغني أنت دوما ثم لا تزجر مرة ما الذي مازك لولا أن تغريدك فطره ومن بدائعه المرتجلة ان زار فضيلة الشيخ عبد الحسين شرع الاسلام عند رجوعه من السفر وكان في المجلس طبقة من علماء النجف فطالبوا زميلهم بهدية منه بمناسبة زيارته للامام الرضا عليهالسلام بخراسان فقام الشيخ وجاء بجملة من الخواتيم الفيروزجية وقال ليختر كل واحد خاتما ، فارتجل الشيخ الحلي.
ألقى الخواتيم
لنا فانتثرت |
|
حتى تزاحمنا
عليها معه |
فلا تسل عنا فكل
واحد |
|
أدخل في خاتمة
اصبعه |
لقد كانت حياة الشيخ الحلي مدرسة وكان امة في فرد لذلك عز