الحجاج له ، إلا على هذا الأمر ، وكان مستقيما ، وقال الفضل بن شاذان : لم يكن في زمن علي بن الحسين في أول أمره ، إلا خمسة ، وعدّ منهم سعيد بن جبير.
وقال الكشي في كتابه اخبار الرجال : ان سعيد بن جبير لما دخل على الحجاج قال له : أنت شقي بن كسير ، قال : أمي كانت اعرف باسمي ، سمتني سعيد بن جبير.
قال له الحجاج : ما تقول في أبي بكر وعمر ، هما في الجنة أو النار؟ قال : لو دخلت الجنة ونظرت أهلها لعلمت من فيها. قال : ما تقول في الخلفاء؟ قال : لست عليهم بوكيل. أيهم أحب إليك؟ قال : أرضاهم لخالقه. قال : أيهم أرضاهم لخالقه؟ قال : علم ذلك عند ربي ، الذي يعلم سرهم ونجواهم. قال : أبيت أن تصدقني؟ قال : أبيت أن أكذبك. وعن تقريب ابن حجر ان سعيد بن جبير الكوفي ثقة ، ثبت ، فقيه من الثالثة ، قتله الحجاج صبرا.
وقد ذكره الدكتور محمد يوسف وعده من اعلام الفقه ، الذين تخرجوا من مدرسة الكوفة ، وانه أحد الفقهاء الأعلام وجهبذ العلماء ، وان ميمون بن مهران قال فيه بعد موته : مات سعيد بن جبير ، وما على وجه الأرض رجل ، إلا ويحتاج الى علمه ، وانه أخذ العلم عن ابن عباس وغيره من فقهاء الصحابة.
وفي تاريخ التشريع الإسلامي ، بعد ان قال عنه الخضري بأنه من أئمة التشريع في الكوفة ، قال : أن أهل الكوفة كانوا إذا ذهبوا لمكة لأداء فريضة الحج ، وسألوا ابن عباس عن شيء من أمور دينهم يقول لهم : أليس فيكم سعيد بن جبير؟.
وقد عده اليعقوبي في تاريخه من الفقهاء ، الذين كأنهما يفتون