محمّد ، قال : حدّثني رجاء بن سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بالكوفة [بعد] منصرفه من النّهروان ، ـ وذكر خطبة فيها أسماؤه من كتاب الله سبحانه ، قال فيها ـ وأنا الذاكر ، يقول الله تبارك وتعالى : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ»)(١).
٢٠٥ / ٨١ ـ وروى محمّد بن الحسن الشيباني في تفسير (نهج البيان) : عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام : «أنّ هذه الآيات التي أواخر آل عمران نزلت في عليّ عليهالسلام وفي جماعة من أصحابه ، وذلك أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا أمره الله بالمهاجرة إلى المدينة بعد موت عمّه أبي طالب رحمهالله عليه ، وكان قد تحالفت عليه قريش بأن يكبسوا عليه ليلا وهو نائم ، فيضربوه ضربة رجل واحد ، فلم يعلم من قاتله ، فلا يؤخذ بثاره ، فأمر الله بأن يبيّت مكانه ابن عمّه عليّا عليهالسلام ، ويخرج ليلا إلى المدينة ، ففعل ما أمره الله به ، وبيّت مكانه على فراشه عليّا عليهالسلام ، وأوصاه أن يحمل أزواجه إلى المدينة ، فجاء المشركون من قريش لما تعاقدوا عليه وتحالفوا ، فوجدوا عليّا عليهالسلام مكانه فرجعوا القهقرى ، وأبطل الله ما تعاقدوا عليه وتحالفوا.
ثمّ إنّ عليّا عليهالسلام حمل أهله وأزواجه إلى المدينة فعلم أبو سفيان بخروجه وسيره إلى المدينة فتبعه ليردّهم ، وكان معهم عبد له أسود ، فيه شدّة وجرأة في الحرب ، فأمره سيّده أن يلحقه فيمنعه عن المسير حتّى يلقاه بأصحابه ، فلحقه ، فقال له : لا تسر بمن معك إلى أن يأتي مولاي. فقال عليهالسلام له : ويلك ، ارجع إلى مولاك وإلّا قتلتك. فلم يرجع ، فشال عليّ عليهالسلام سيفه وضربه ، فأبان عنقه من جسده ، وسار بالنساء والأهل ، وجاء أبو سفيان فوجد عبده مقتولا ، فتبع عليّا عليهالسلام وأدركه ، فقال له : يا عليّ ، تأخذ بنات عمّنا من عندنا من غير إذننا ، وتقتل عبدنا! فقال : أخذتهم
__________________
(١) معاني الأخبار : ٥٨ / ٩.