والرّجس : هو الشكّ ـ فلا نشكّ في الله الحقّ ودينه أبدا ، وطهّرنا من كلّ أفن (١) وعيبة ، مخلصين إلى آدم نعمة منه. لم يفترق الناس فرقتين إلّا جعلنا الله في خيرهما ، ما أفادت (٢) الأمور ، وأفضت الدهور ، إلى أن بعث الله محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم للنبوّة ، واختاره للرسالة ، وأنزل عليه كتابه ، ثمّ أمره بالدعاء إلى الله عزوجل ، فكان أبي عليهالسلام أوّل من استجاب لله تعالى ولرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأوّل من آمن وصدّق الله ورسوله. وقد قال الله عزوجل في كتابه المنزل على نبيّه المرسل : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) فرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي على بيّنة من ربّه ، وأبي الذي يتلوه ، وهو شاهد منه». وساق الخطبة بطولها (٣).
٤٨٩ / ٨ ـ الشيخ المفيد في (أماليه) ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن بلال المهلّبي ، قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله بن أسد الأصفهاني ، قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثّقفي ، قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدّثنا الصّبّاح بن يحيى المزني ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبّاد بن عبد الله ، قال : قدم رجل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ).
قال : قال : «رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي كان على بيّنة من ربّه ، وأنا الشاهد له ومنه ، والذي نفسي بيده ما أحد جرت عليه المواسي من قريش إلّا وقد أنزل الله فيه من كتابه طائفة. والذي نفسي بيده لئن تكونوا تعلمون ما قضى الله لنا أهل البيت على لسان النبيّ الأمّي أحبّ إليّ من أن يكون لي ملء هذه الرّحبة ذهبا ،
__________________
(١) الأفن : النقص ، والأفن : ضعف الرأي. «الصحاح ـ أفن ـ ٥ : ٢٠٧١».
(٢) في المصدر : فأدّب.
(٣) أمالي الطوسي : ٥٦١ / ١ ؛ ينابيع المودّة : ٤٨٠.