فسأله عن شيء فلم يجبه ، فقال له الرجل : فإن كنت ابن أبيك ، فإنّك من أبناء عبدة الأصنام ، فقال له : «كذبت ، إنّ الله أمر إبراهيم عليهالسلام أن ينزل إسماعيل عليهالسلام بمكّة ففعل ، فقال إبراهيم عليهالسلام : (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) فلم يعبد أحد من ولد إسماعيل صنما قطّ ، ولكنّ العرب عبدة الأصنام ، وقالت بنو إسماعيل : هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، فكفرت ولم تعبد الأصنام» (١).
٥٤١ / ١٢ ـ ابن شهر آشوب : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في قوله تعالى : (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) : «فانتهت الدعوة إليّ وإلى عليّ». وفي خبر : «أنا دعوة إبراهيم» وإنّما عنى بذلك الطاهرين ، لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «نقلت من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات لم يمسني سفاح الجاهلية» (٢).
٥٤٢ / ١٣ ـ الشيخ في (أماليه) عن الحفّار ، قال : حدّثنا إسماعيل ، قال : حدّثنا أبي وإسحاق بن إبراهيم الديري ، قال : حدّثنا عبد الرزّاق ، قال : حدّثنا أبي ، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنا دعوة أبي إبراهيم».
قلنا : يا رسول الله ، وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟
قال : «أوحى الله عزوجل إلى إبراهيم : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) فاستخفّ إبراهيم الفرح ، فقال : يا ربّ ، ومن ذرّيّتي أئمّة مثلي؟ فأوحى عزوجل إليه : أن ـ يا إبراهيم ـ إنّي لا أعطيك عهدا لا أفي لك به.
قال : يا ربّ ، ما العهد الذي لا تفي لي به؟ قال : لا أعطيك عهدا لظالم من ذرّيّتك.
قال : يا ربّ ، ومن الظالم من ولدي الذي لا ينال عهدك؟ قال : من سجد
__________________
(١) تفسير العيّاشي ٢ : ٢٣٠ / ٣١.
(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ١٧٦.