أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) ، قال : «هذه نزلت فينا أهل البيت» (١).
٧٢٠ / ٢٢ ـ وعنه ، قال : حدثنا محمد بن همام ، عن محمد بن إسماعيل العلوي ، عن عيسى بن داود ، عن الإمام أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام ، قال : «كنت عند أبي يوما في المسجد إذ أتاه رجل ، فوقف أمامه ، وقال : يابن رسول الله ، أعيت علي آية في كتاب الله عزوجل ، سألت عنها جابر بن يزيد فأرشدني إليك.
فقال : وما هي؟ قال : قوله عزوجل : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ).
فقال أبي : نعم ، فينا نزلت ، وذلك أن فلانا ، وفلانا ، وطائفة معهما ـ وسماهم ـ اجتمعوا إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقالوا : يا رسول الله ، إلى من يصير هذا الأمر بعدك ، فوالله لئن صار إلى رجل من أهل بيتك ، إنا لنخافهم على أنفسنا ولو صار إلى غيرهم فلعل غيرهم أقرب وأرحم بنا منهم. فغضب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من ذلك غضبا شديدا ، ثم قال : أما والله لو آمنتم بالله وبرسوله ما أبغضتموهم ، لأن بغضهم بغضي ، وبغضي هو الكفر بالله ، ثم نعيتم إلي نفسي ، فوالله لئن مكنهم الله في الأرض ليقيموا الصلاة ، وليؤتوا الزكاة ، وليأمرا بالمعروف ، ولينهوا عن المنكر ، إنما يرغم الله أنوف رجال يبغضوني ، ويبغضون أهل بيتي وذريتي ؛ فأنزل الله عزوجل : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) فلم يقبل القوم ذلك ، فأنزل الله سبحانه : (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ* وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ* وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ)» (٢).
__________________
(١) تأويل الآيات ١ : ٣٤٢ / ٢٣ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٥٢٢ / ٥٥٤.
(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٤٢ / ٢٤.