فجاء أبو بكر وعمر ، ثمّ جاء عليّ عليهالسلام بعدهما ، فأنزل الله في ذلك : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ) ولا محدّث (إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) يعني فلانا وفلانا (فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ) يعني لمّا جاء عليّ عليهالسلام بعدهما (ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ) يعني بنصرة أمير المؤمنين عليهالسلام».
ثمّ قال : (لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً) يعني فلانا وفلانا (لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ). قال : الشكّ (وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ) إلى قوله : (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) يعني إلى الإمام المستقيم. ثمّ قال : (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ) أي في شكّ من أمير المؤمنين عليهالسلام (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) قال : العقيم : الذي لا مثل له في الأيام (١).
٧٣١ / ٣٣ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن عليّ ، قال : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ) الآية ، قال أبو جعفر عليهالسلام : «خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد أصابه جوع شديد ، فأتى رجلا من الأنصار ، فذبح له عناقا ، وقطع له عذق بسر ورطب ، فتمنّى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّا عليهالسلام ، وقال : يدخل عليكم رجل من أهل الجنّة» ، قال : «فجاء أبو بكر ، ثمّ جاء عمر ، ثمّ جاء عثمان ، ثمّ جاء عليّ عليهالسلام ، فنزلت هذه الآية : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)» (٢).
٧٣٢ / ٣٤ ـ عنه ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد الحسني ، عن إدريس بن زياد
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ٨٥.
(٢) تأويل الآيات ١ : ٣٤٧ / ٣٣.