أبو عبد الله عليهالسلام : «إقرأ ، يا سليمان» وأنا في هذه الآيات التي في آخر تبارك : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً* يُضاعَفْ) ، فقال : «هذه فينا ، أما والله لقد وعظنا وهو يعلم أنّا لا نزني ، إقرأ يا سليمان».
فقرأت حتّى انتهيت إلى قوله : (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) ، قال : «قف ، هذه فيكم ، إنّه يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتّى يوقف بين يدي الله عزوجل ، فيكون هو الذي يلي حسابه ، فيوقفه على سيّئاته ، شيئا فشيئا ، فيقول : عملت كذا وكذا ، في يوم كذا ، في ساعة كذا. فيقول : أعرف ، يا ربّ ـ قال ـ حتّى يوقفه على سيّئاته كلّها ، كلّ ذلك يقول : أعرف ، فيقول : سترتها عليك في الدنيا ، وأغفرها لك اليوم ، أبدلوها لعبدي حسنات ـ قال ـ فترفع صحيفته للناس ، فيقولون : سبحان الله ، أما كانت لهذا العبد ولا سيّئة واحدة! فهو قول الله عزوجل : (فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ)».
قال : ثمّ قرأت ، حتّى انتهيت إلى قوله : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً)(١) ، قال : «هذه فينا».
ثمّ قرأت : (وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً)(٢) ، فقال : «هذه فيكم ، إذا ذكرتم فضلنا لم تشكّوا».
ثمّ قرأت : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ)(٣) ، إلى آخر السورة ، فقال : «هذه فينا» (٤).
__________________
(١) الفرقان ٢٥ : ٧٢.
(٢) الفرقان ٢٥ : ٧٣.
(٣) الفرقان ٢٥ : ٧٤.
(٤) المحاسن ١ : ٢٧٣ / ١٣٨.