ورواه ابن بابويه في (غيبته) ، قال : حدّثنا أبي ، ومحمّد بن الحسن ، قالا : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن صالح الهمداني ، عن صاحب الزمان عليهالسلام ، إلى آخره (١).
٩٤٩ / ٣ ـ محمّد بن العبّاس : عن أحمد بن هوذة الباهلي ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبد الله بن حمّاد الأنصاريّ ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «دخل الحسن البصريّ على محمّد بن عليّ عليهالسلام ، فقال له : «يا أخا أهل البصرة ، بلغني أنّك فسّرت آية من كتاب الله على غير ما أنزلت ، فإن كنت فعلت فقد هلكت وأهلكت. قال : وما هي ، جعلت فداك؟ قال : قول الله عزوجل : (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ). ويحك ، كيف يجعل الله لقوم أمانا ومتاعهم يسرق بمكّة والمدينة وما بينهما ، وربّما أخذ عبدا ، وقتل ، وفاتت نفسه ـ ثمّ مكث مليّا ، ثمّ أومأ بيده إلى صدره ، وقال ـ نحن القرى التي بارك الله فيها.
قال : جعلت فداك ، أوجدت هذا في كتاب الله : أنّ القرى رجال؟ قال : نعم ، قول الله عزوجل : (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً)(٢) ، فمن العاتي على الله عزوجل : الحيطان ، أم البيوت ، أم الرجال؟
فقال : الرجال ، ثمّ قال : جعلت فداك ، زدني. قال : قوله عزوجل في سورة يوسف : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها)(٣) ، لمن أمروه أن يسأل ، القرية والعير ، أم الرجال؟
__________________
(١) كمال الدين وتمام النعمة ٢ : ٤٨٣ / ٢.
(٢) الطلاق ٦٥ : ٨.
(٣) يوسف ١٢ : ٨٢.