بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سنان (١) ، عن الحسين (٢) الجمّال ، قال : حملت أبا عبد الله عليهالسلام من المدينة إلى مكة ، فلمّا بلغ غدير خمّ نظر إليّ ، وقال : «هذا موضع قدم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حين أخذ بيد عليّ عليهالسلام وقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، وكان عن يمين الفسطاط أربعة نفر من قريش ـ سمّاهم لي ـ فلمّا نظروا إليه وقد رفع يده حتّى بان بياض إبطيه ، قالوا : انظروا إلى عينيه ، قد انقلبتا كأنهما عينا مجنون ، فأتاه جبرئيل فقال : اقرأ (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ* وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) والذّكر : عليّ بن أبي طالب عليهالسلام».
فقلت : الحمد لله الذي أسمعني منك هذا. فقال : «لو لا أنّك جمّال ما (٣) حدّثتك بهذا ، لأنّك لا تصدّق إذا رويت عنّي» (٤).
__________________
(١) عبد الله بن سنان بن طريف الكوفي مولى. عظيم في الطائفة ، جليل في الأصحاب ، من الفقهاء الأعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام الذين لا يطعن عليهم ، ووافقه النجاشي والعلّامة في نفي الطعن عنه بعد أن صرّحا ـ والشيخ أيضا ـ بتوثيقه.
شهد بحقّه الإمام الصادق عليهالسلام بأنّه يزداد خيرا وقوّة إيمان كلّما تقدّم به السنّ. كان خازنا للمنصور والمهدي والهادي والرشيد.
من أصحاب الإمامين : الصادق والكاظم عليهماالسلام ، وممّن روى عنهما وعن أبان وابن أبي يعفور ومحمّد بن مسلم وغيرهم ، وروى عنه أبو أسامة وأبو ولّاد وابن أبي عمير وغيرهم. صنّف كتبا ، منها : كتاب الصلاة الذي يعرف بعمل يوم وليلة ، الصلاة الكبير.
جوابات أهل الموصل (مصنّفات المفيد) ٩ : ٢٥ ؛ رجال النجاشي : ٢١٤ / ٥٥٨ ؛ رجال الشيخ : ٢٢٥ / ٤٢ ؛ فهرست الشيخ : ١٠١ / ٤٢٣ ؛ الخلاصة : ١٠٤ / ١٥ ؛ معجم رجال الحديث ١٠ : ٢٠٣ / ٦٩٠٥ و ٢٠٩ / ٦٩٠٨.
(٢) في المصدر : حسّان.
(٣) في المصدر : لما.
(٤) تأويل الآيات ٢ : ٧١٣ / ٦.