وعلى آله الأطيبين ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، (١) وكيف لا وهم من بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه (٢) ، وهم بعرشه محدقون ، وقد جعل مودّتهم أجر نبيّه (٣) وولايتهم إكمالا لدينه (٤).
وصلواته وبركاته الدائمة على حجّة الله على خلقه ، والناطق بحكمته ، والشاهد على بريّته ، وارث الأنبياء ، وخاتم الأوصياء ، والقائم المنتظر ، والسيف المشتهر ، ربيع الأنام ، ونضرة الأيّام ، الذيى وعد الله عزوجل به الأمم أن يجمع به الكلم ، ويلمّ به الشعث ، ويملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا.
جعلنا الله من أعوانه وأنصاره ، ومقويّة سلطانه ، والمؤتمرين بأمره ، والراضين بفعله ، والمسلّمين لأحكامه.
أمّا بعد فنقول : إنّ الكلام في الذين «خلقهم الله من نور جلاله وعظمته ، فجعلهم أمام عرشه ، يسبّحونه ويقدّسونه قبل خلقه السماوات والأرضين» (٥) ، أمر صعب لمن لم يشرب من ثدي الوحي ، ولم يكن له نصيب من علم الكتاب ؛ لأنّهم «أجلّ قدرا ، وأعظم شأنا ، وأعلا مكانا ، وأمنع جانبا ، وأبعد غورا» من أن يبلغهم الناس بعقولهم ، أو ينالوهم بآرائهم ....
وأنّهم «كالشمس الطالعة المجلّلة بنورها للعالم ، وهي في الأفق ، بحيث لاتنالها الأيدي والأبصار» (٦).
__________________
(١) انظر سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣.
(٢) انظر سورة النور ٢٤ : ٣٦.
(٣) انظر سورة الشورى ٤٢ : ٢٣.
(٤) انظر سورة المائدة ٥ : ٣.
(٥) راجع : تفسير البرهان ٤ : ٤٣٩ / ٦ ، تأويل الآيات ٢ : ٧٧٣ / ٤ عن كتاب المعراج لابن بابويه.
(٦) الكافي ١ : ٢٠٠ / ١.