عبّاس ، في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) ، قال : ذلك [هو] الحارث بن قيس وأناس معه ، كانوا إذا مرّ بهم عليّ عليهالسلام ، قالوا : انظروا إلى هذا الرجل الذي اصطفاه محمّد ، واختاره من أهل بيته! فكانوا يسخرون ويضحكون ، فإذا كان يوم القيامة فتح بين الجنّة والنار باب ، وعليّ عليهالسلام يومئذ على الأرائك متّكىء ، ويقول لهم : «هلم لكم» فإذا جاءوا سدّ بينهم الباب ، فهو كذلك يسخر منهم ويضحك ، وهو قوله تعالى : (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ* عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ* هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ)(١).
١٤٧٩ / ١١ ـ وعنه ، قال : حدّثنا محمّد بن محمّد الواسطي ، بإسناده إلى مجاهد ، في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) ، قال : إنّ نفرا من قريش كانوا يقعدون بفناء الكعبة ، فيتغامزون بأصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويسخرون منهم ، فمرّ بهم يوما عليّ عليهالسلام في نفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فضحكوا منهم وتغامزوا عليهم ، وقالوا : هذا أخو محمّد ، فأنزل الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) ، فإذا كان يوم القيامة أدخل عليّ عليهالسلام من (٢) كان معه الجنّة ، فأشرفوا على هؤلاء الكفار ، ونظروا إليهم ، فسخروا وضحكوا عليهم ، وذلك قوله تعالى : (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ)(٣).
١٤٨٠ / ١٢ ـ وعنه ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، عن يونس ، بن عبد الرحمن بن سالم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قوله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) إلى آخر السورة : «نزلت في عليّ عليهالسلام وفي الذين
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٧٨٠ / ١٤.
(٢) في المصدر : ومن.
(٣) تأويل الآيات ٢ : ٧٨١ / ١٥.