البحث
البحث في التفسير الأثري الجامع
في هذا الحديث ، فلقيته وقلت له ذلك ، فقال : ليس هذا قلت ، ولم يحفظ الّذي حدّثك ، إنّما قلت : إنّ الله ليعطي العبد المؤمن بالحسنة الواحدة ألفي ألف حسنة. ثمّ قال أبو هريرة : أو ليس تجدون هذا في كتاب الله : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً)؟ فالكثيرة عند الله أكثر من ألف ألف وألفي ألف ، والّذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «إنّ الله يضاعف الحسنة ألفي ألف حسنة» (١).
[٢ / ٧٢٩٤] وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب ، أنّ رجلا قال له : سمعت رجلا يقول : من قرأ : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) مرّة واحدة بنى الله له عشرة آلاف ألف غرفة من درّ وياقوت في الجنّة. أفأصدّق بذلك؟ قال : نعم ، أو عجبت من ذلك؟ نعم وعشرين ألف ألف ، وثلاثين ألف ألف ، وما لا يحصي ذلك إلّا الله ، ثمّ قرأ : (فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) فالكثير من الله ما لا يحصى (٢).
[٢ / ٧٢٩٥] وقال أبو هريرة : هذا في نفقة الجهاد ، وكنّا نحسب ـ والنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بين أظهرنا ـ نفقة الرجل على نفسه ورفقائه وظهره بألفي ألف! (٣)
قصّة أبي الدحداح الأنصاري
[٢ / ٧٢٩٦] أخرج جماعة بالإسناد إلى كلّ من عبد الله بن مسعود وأبي أمامة وزيد بن أسلم وغيرهم ، قالوا : لمّا نزلت هذه الآية ، جاء أبو الدحداح الأنصاري إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله ، وإنّ الله ليريد منّا قرضا؟ قال : نعم يا أبا الدحداح! قال : أرني يدك يا رسول الله ، فناوله يده ، قال : فإنّي قد أقرضت ربّي حائطي وفيه ستّمائة نخلة.
[٢ / ٧٢٩٧] وفي رواية ، قال : يا رسول الله ، لي مالان ، مال بالعالية ومال في بني ظفر ، فابعث خارصك فليقبض خيرهما! فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لفروة بن عمرو : انطلق فانظر خيرهما فدعه
__________________
(١) الدرّ ١ : ٧٤٥ ـ ٧٤٦ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ١٤٥ ، قال الهيثمي : رواه أحمد بإسنادين والبزّار بنحوه وأحد إسنادي أحمد جيّد.
(٢) الدرّ ١ : ٧٤٧ ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٤٦٢ / ٢٤٣٧ ؛ ابن كثير ١ : ٣٠٧.
(٣) الثعلبي ٢ : ٢٠٦ ؛ القرطبي ٣ : ٢٤٢.