التفسير الأثري الجامع [ ج ٦ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في التفسير الأثري الجامع

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

التفسير الأثري الجامع [ ج ٦ ]

التفسير الأثري الجامع

التفسير الأثري الجامع [ ج ٦ ]

تحمیل

شارك

قوله تعالى : (مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ)

[٢ / ٨١٥٩] روي عن الإمام أبي محمّد الحسن العسكري عليه‌السلام قال : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا تخاصم إليه رجلان في حقّ ، قال للمدّعي : لك بينّة؟ فإن أقام بيّنة يرضاها ويعرفها ، أمضى الحكم على المدّعى عليه ، وإن لم يكن له بيّنة ، حلف المدّعى عليه بالله : ما لهذا قبله ذلك الّذي ادّعاه ولا شيء منه. وإذا جاء بشهود لا يعرفهم بخير ولا شرّ ، قال للشهود : أين قبائلكما؟ فيصفان. أين سوقكما؟ فيصفان. أين منزلكما؟ فيصفان. ثمّ يقيم الخصوم والشهود بين يديه ، ثمّ يأمر فيكتب أسامي المدّعي والمدّعى عليه والشهود ، ويصف ما شهدوا به ، ثمّ يدفع ذلك إلى رجل من أصحابه الخيار ، ثمّ مثل ذلك إلى رجل آخر من خيار أصحابه ، فيقول : ليذهب كلّ واحد منكما من حيث لا يشعر الآخر ، إلى قبائلهما وأسواقهما أو محالّهما ، والرّبض (١) الّذي ينزلانه ، فليسأل عنهما فيذهبان ويسألان. فإن أتوا خيرا أو ذكروا فضلا ، رجعا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبراه به. وأحضر القوم الّذين أثنوا عليهما وأحضر الشهود ، وقال للقوم المثنين عليهما : هذا فلان بن فلان ، وهذا فلان بن فلان ، أتعرفونهما؟ فيقولون : نعم. فيقول : إنّ فلانا وفلانا جاءاني منكم فيهما بنبأ جميل وذكر صالح ، أفكما قالا؟ فإذا قالوا : نعم. قضى حينئذ بشهادتهما على المدّعى عليه. وإن رجعا بخبر سيّء ونبأ قبيح ، دعا بهم ، فقال لهم : أتعرفون فلانا وفلانا؟ فيقولون : نعم. فيقول : اقعدوا حتّى يحضرا ، فيقعدون ، فيحضرهما ، فيقول للقوم : أهما هما؟ فيقولون : نعم. فإذا ثبت عنده ذلك ، لم يهتك ستر الشاهدين ، ولا عابهما ولا وبّخهما ، ولكن يدعو الخصوم إلى الصلح ، فلا يزال بهم حتّى يصطلحوا لئلّا يفتضح الشهود ، ويستر عليهم ، وكان رؤوفا عطوفا متحنّنا على أمّته. فإن كان الشهود من أخلاط الناس : غرباء لا يعرفون ، ولا قبيلة لهما ولا سوق ولا دار ، أقبل على المدّعى عليه فقال : ما تقول فيهما؟ فإن قال : ما عرفت إلّا خيرا ، غير أنّهما قد غلطا فيما شهدا عليّ ، أنفذ عليه شهادتهما.

وإن جرحهما وطعن عليهما ، أصلح بين الخصم وخصمه ، وأحلف المدّعى عليه ، وقطع الخصومة بينهما» (٢)!

[٢ / ٨١٦٠] وأخرج أحمد وأبو داوود والنسائي عن الزّهري قال : حدّثني عمارة بن خزيمة الأنصاري أنّ عمّه حدّثه وهو من أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنّ النبيّ ابتاع فرسا من أعرابيّ فاستتبعه

__________________

(١) الربض : مسكن القوم.

(٢) تفسير الإمام : ٦٧٥ ـ ٦٧٦ / ٣٧٦.