البحث
البحث في التفسير الأثري الجامع
[٢ / ٧٩٤٨] وعن بندار بن عاصم ، رفعه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال : «ما توسّل إليّ أحد بوسيلة ، ولا تذرّع بذريعة ، أقرب له إلى ما يريده منّي ، من رجل سلف إليه منّي يد أتبعتها أختها وأحسنتها ، فإنّي رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل (١) ، ولا سخت نفسي بردّ بكر الحوائج وقد قال الشاعر :
وإذا بليت ببذل وجهك سائلا |
|
فابذله للمتكرّم المفضال |
إنّ الجواد إذا حباك بموعد |
|
أعطاكه سلسا بغير مطال |
وإذا السؤال مع النّوال قرنته |
|
رجح السؤال وخفّ كلّ نوال» (٢) |
صنائع المعروف
[٢ / ٧٩٤٩] وبإسناده عن إسماعيل بن عبد الخالق الجعفيّ ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّ من بقاء المسلمين وبقاء الإسلام ، أن تصير الأموال عند من يعرف فيها الحقّ ويصنع فيها المعروف ؛ فإنّ من فناء الإسلام وفناء المسلمين أن تصير الأموال في أيدي من لا يعرف فيها الحقّ ولا يصنع فيها لمعروف!».
[٢ / ٧٩٥٠] وعن أبي حمزة الثماليّ قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : «إنّ الله ـ عزوجل ـ جعل للمعروف أهلا من خلقه ، حبّب إليهم فعاله ، ووجّه لطلّاب المعروف الطلب إليهم ، ويسّر لهم قضاءه ، كما يسّر الغيث للأرض المجدبة ليحييها ويحيي به أهلها ، وإنّ الله جعل للمعروف أعداء من خلقه ، بغّض إليهم المعروف ، وبغّض إليهم فعاله ، وحظر على طلّاب المعروف الطلب إليهم ، وحظر عليهم قضاءه ، كما يحرم الغيث (٣) على الأرض المجدبة ليهلكها ويهلك أهلها ، وما يعفو الله أكثر».
[٢ / ٧٩٥١] وأيضا عنه قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : «إنّ من أحبّ عباد الله إلى الله لمن حبّب إليه المعروف وحبّب إليه فعاله» (٤).
__________________
(١) اليد : النعمة. والبكر : الابتداء. وإضافة المنع والشكر إلى الأواخر والأوائل إضافة إلى المفعول ، والمعنى : إنّ أحسن الوسائل إلى السؤال تقدّم العهد بالسؤال ، فإنّ المسؤول ثانيا لا يردّ السائل الأوّل ، لئلّا يقطع شكره على سابق الفضل عليه.
(٢) الكافي ٤ : ٢٢ ـ ٢٥.
(٣) أي يمنع. والأرض المجدبة : اليابسة القاحلة لا تنبت ، بسبب فقد المطر.
(٤) الكافي ٤ : ٢٥.