٤١ ـ (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً (٤١))
[النساء : ٤١]
الشهيد من انتبه من نوم الغفلة ، والمشاهد حضور الله في جماله وجلاله ، والأمة الدائرة الجامعة ، أو زاوية منها ، والشهيد تحصل له المشاهدة ذوقا وعينا لدى وصوله إلى عين الجمع.
وقوله : (وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) يعني الحقيقة المحمدية التي هي الروح المنفوخ في آدم أي الجمعية فشهادة الروح المحمدي فوق شهادات الأقطاب ، لأن الأقطاب تعينات الروح ، فهم إن شاهدوا ، وصاروا شهداء فإنما يكون الروح عليهم شهيدا ، أي إماما أو أمة ، أي جامعا.
٤٢ ـ (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً (٤٢))
[النساء : ٤٢]
عند الكشف يؤتى كل ذي حق حقه من الاسم ، ولما كان لدى المشاهدة فانيا في الجمعية الأسمائية كان من كان محجوبا بالاسم ، أي الكافر المستور ، يود لو تسوى به الأرض ، إذ يرى أنه جزء من كل ، وأنيته شعاع من الأنية الكلية ، والأرض التي يود أن يسوى بها هي أرض الأبدان ، أو الجسم الكلي ، أو عالم المادة.
وقوله : (وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) يعني مكاشفة المحجوب بأن الله بكل حديث عليم ، لأنه هو المناجي والملهم ، وهم السامعون الصامتون الناطقون.
٤٣ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاَّ عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً (٤٣))
[النساء : ٤٣]
الصلاة الصلة ، وما خلق الله العبد إلا لتحقيق الصلة بين المظهر والظاهر ، وهذا معنى استخلاف الإنسان وكونه خليفة ، والسكر الغياب عن رؤية الصلة بين الظاهر والمظاهر ، وسماه الله عمى الأبصار أو عمى القلوب التي لا تبصر ، إذ ليس في الوجود على الحقيقة إلا هو ، فمن لا يرى هذا كشفا ومشاهدة فهو سكران أي محجوب العقل.
وقوله : (جُنُباً) يعني التوكؤ على العالم المحسوس دون المعقول ، وإتيان الشهوة دون معرفة من هو صاحب القوى ، والاغتسال التبرؤ من الفعل ، والمريض من به مرض من