خواطره ، والمسافر المهاجر في طلب الحقيقة والعلم ، ومجيء الغائط الانهماك في مشاغل العالم الدنيوي كقوله عليهالسلام ذات يوم لأحد الصحابة ، وهما في وليمة ، فأشار عليهالسلام إلى الطعام قائلا : (إلى أي شيء يصير هذا؟ فقال الصحابي : إلى ما قد علمت يا رسول الله ، فقال عليهالسلام : وكذلك حال الدنيا).
وملامسة النساء استعمال الحواس ظاهرة وباطنة في قضاء الحوائج ، وعدم العثور على ماء إشارة إلى عدم الوصول إلى اليقين الذي هو الكشف ، إذ أن في الماء التطهر من إثم الأنية ، والتيمم المسح بالتراب على الأطراف ، وهو إشارة إلى أن التراب طهور وأصله نور ، وهو مطية للإنسان بعد مكاشفته بالحقائق ، فتصير الأرض كلها مسجدا طهورا ، والمسح بالوجه والأيدي إشارة إلى التبري من الهوية الإنسانية المكناة بالوجه ، ووجه الشيء حقيقته ، أي نفسه ، أي جوهره ، والأيدي ما جعل لهذه الأنية من قوى ظاهرة وباطنة هي أصلا إلهية.
٤٤ ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (٤٤))
[النساء : ٤٤]
الضلالة الميل عن الطريق السوي ، والضال ينضوي تحت أسماء الجلال أو الشطر السلبي من الأسماء المتضادة ، ولهذا فإن المذل هنا يقابل المعز محاولا أن يكف يده عن الفعل أي ممارسة القوى ، وهذه بدهية ضرورية لممارسة القوى نشاطها الذي لا ينفجر إلا بالتضاد ، فالضال يريد أن يضل المهدي ، في حين أن المهدي يريد هداية الضال.
٤٥ ـ (وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ وَكَفى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفى بِاللهِ نَصِيراً (٤٥))
[النساء : ٤٥]
علم الله بالعدو نتيجة كون الأسماء له وفي قبضته ، فلا يخرج عليه شيء ، فمن الجنين الذي يكون نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثم ينفخ فيه الروح ، ثم يخرج إلى الدنيا ، هذا المخلوق كائن في علم الله الخالق المصور ، وفي الحديث أن السعيد من سعد وهو في بطن أمه ، والشقي من شقي وهو في بطن أمه.
٤٦ ـ (مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (٤٦))
[النساء : ٤٦]
تحريف الكلام عن مواضعه تحريف المعقولات ذاتها التي هي إشعاع إلهي دائم ، ويقع التحريف حين يدعى الإنسان أن هذه المعقولات من خلقه هو وتفتيق ذهنه وعمل يده كأن يدعى الكافر أنه يفعل الخير وأنه كريم أو حليم ، والكلمات التي هي أسماء كلها لله سواء أكان