صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (١٢٨))
[النساء : ١٢٨]
المرأة وبعلها النفس والروح بما لدى النفس من اسم خصها الله به للنكاح العلمي ، والصلح هو تجاوز تضاد الأسماء بالزواج العلمي فتكون النتيجة الخير ، لأن أصل النفس قائم على الشح ، وهو الإمساك ، والإمساك هو الذي يبقى النفس في حال التناقض ، والتناقض نزاع إذا استحكم أدى إلى طلاق نهائي بين الروح والنفس.
١٢٩ ـ (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (١٢٩))
[النساء : ١٢٩]
المرأة المعلقة مثل الاسم المعلق الذي لا يمارس دوره المخلوق له ، وهذا غير جائز ، لهذا حذر الله القلب من أن يميل إلى جهة من الأسماء دون الأخرى ، فالقلب الذي يلبي داعي الكرم دون داعي الحلم يكون قد حرم الاسم الحليم حقه من الوجود.
١٣٠ ، ١٣١ ـ (وَإِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ وَكانَ اللهُ واسِعاً حَكِيماً (١٣٠) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللهُ غَنِيًّا حَمِيداً (١٣١))
[النساء : ١٣٠ ، ١٣١]
التفرق يكون بالطلاق أي تفريق الأسماء ، أو الموت البدني للنفس الجزئية ، وعندئذ فإن سعة الله تشمل الاسم وترحمه فتنقله من رحم إلى رحم ، أي من نفس جزئية إلى نفس جزئية أخرى ليمارس دوره من جديد.
١٣٢ ـ (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (١٣٢))
[النساء : ١٣٢]
يكرر الحق مثنى وثلاث ورباع أن الوجود العياني والوجود العيني جميعا لله ، وأنه لا شريك له في الملك ، وذلك لأن ثلة قليلة من الناس هم الموحدون ، والباقون أصحاب شرك خفي ولا يدرون وذلك بسبب رفع قبضة الله عن العالم ، والعالم جميعا قبضته.
١٣٣ ، ١٣٤ ـ (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكانَ اللهُ عَلى ذلِكَ قَدِيراً (١٣٣) مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَكانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً (١٣٤))
[النساء : ١٣٣ ، ١٣٤]
الحل والعقد بيده تعالى ، وخلق النفوس الحاملة للأسماء من فعله ، ما كان لأحد أن يخلق نفسه بنفسه ، فإذا لم يتحقق القصد من الخلق وهو عبادة الله بمعرفته فإن الله يقبض إليه النفوس الحاملة للأسماء والتي أخسرت الميزان الكوني ، ومنعت الأسماء حقها ، ويأتي بنفوس جديدة