عمل هذا الحاسوب الكوني الذي مازالت العلماء يقفون أمامه حائرين.
١٢٤ ـ (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً (١٢٤))
[النساء : ١٢٤]
الذكر والأنثى اللذان يعملان من الصالحات هما الروح من جهة والنفس من جهة أخرى ، فالروح طابع وملهم والنفس مطبوعة وملهمة بفتح الميم ، وقوله : (يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ) يعني أن مصير الطابع والمطبوع إلى جنة المعرفة التي هي القرب من الله.
١٢٥ ـ (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً (١٢٥))
[النساء : ١٢٥]
أحسن دين تسليم الوجه لله ، والوجه النفس والأنا ، وتسليمها رد العارية إلى صاحبها الحقيقي ، وهذا هو مقام الإحسان ، لأن الإنسان لا يرد ما لديه من عارية إلا بعد أن يتحقق بقوله عليهالسلام في تعريف الإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه ، أي أن تراه ظاهرا بالمظاهر ، وهذا ما فعله إبراهيم عليهالسلام لما حطم أوثان مظاهر الصفات ، فكانت النتيجة أن بدل بأخلاقه وأوصافه ونفسه أوصافا إلهية كما جاء في الحديث القدسي صرت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، فتخلله الله بهذه القوى والصفات.
١٢٦ ـ (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً (١٢٦))
[النساء : ١٢٦]
قوله سبحانه : (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) يعني أن التخلل الإلهي سار في كل موجود ، وهذا أمر تحققه إبراهيم بعد وصوله إلى سماء التجلي السابعة ، وهو التحقق بالجمع ، فسمي إبراهيم بعروجه هذا أمة ، أي إماما ، أي قلبا له مقام الجمع أو فردا جامعا كما يكون الواحد مثلا داخلا في كل جمع ، أو كاسم الجنس الذي هو واحد في جمع.
١٢٧ ـ (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ اللاَّتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالْقِسْطِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِهِ عَلِيماً (١٢٧))
[النساء : ١٢٧]
يتامى النساء مثل النفوس الجزئية ، إذ المرأة عموما هي النفس الكلية لكونها منفعلة قابلة وباعتبار النفس الكلية كذلك ، ولهذه النفوس حقها من الإرث العلمي الإلهي بعد زواجها من الروح ، وهذا الحق فرضه الله لكل ذي رحم.
١٢٨ ـ (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما