الضرورة عند ما لا يطيق العزيز حمل الذليل ، ولا يصبر النافع على فعل الضار.
٥٢ ، ٥٣ ـ (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ (٥٢) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ (٥٣))
[المائدة : ٥٢ ، ٥٣]
الفتح الكشف العرفاني الذوقي الذي يتم به التوحيد ، وهو لا يتحقق إلا بعد إتمام الجهاد الإسلامي الذي يحصي المجاهد فيه تسعة وتسعين اسما من الأسماء الحسنى ، فيدخل بعده جنة العلوم اللدنية ، أما الذين يوالون اليهود والنصارى من المسلمين فيحجبون عن الوصول إلى هذا الكشف ، وتكون النتيجة الندم على ما فعلوه.
٥٤ ، ٥٥ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٥٤) إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ (٥٥))
[المائدة : ٥٤ ، ٥٥]
بني الإسلام على الجهاد ، إذ لا إسلام بلا جهاد ، ولا وصول إلى السّلام من غير مجاهدة ، والمجاهدون لا يرضون بغير الكشف غاية لجهادهم ، لأنهم بالكشف يصلون مقام الإحسان الذي يعبد الإنسان فيه الله كأنه يراه ، وبسبب اتصاف المجاهد بأسماء خاصة بالجهاد وحده كان المجاهدون إخوانا فهم أذلة على المؤمنين كما وصفوا في الآية ، والسبب اتصاف المجاهد بالرحمة والعفو والحلم والإيثار ، وهو يعامل أخاه المسلم بهذه الصفات ، كما أنه يتصف بالشجاعة والتضحية والغضب لله وفي الله وإقامة الحدود ، وهو يعامل بهذه الصفات ، عدوه الذي يقابله من الكافرين ، ولقد ربطت الآية بين الاتصاف بهذه الخلال وبين الفضل الذي يؤتيه الله المجاهدين ، ذلك لأن الاتصاف بأسماء الجمال نفسها هو هبة من الله ومنة له على المؤمنين ، ولهذا جاء في الآية أن الله يأتي بقوم يجبهم ويحبونه ، فقدم فعل يحبهم على فعل يحبونه ، أي أن الله أحب المجاهدين أولا حتى أحبوه واصطفاهم وبسرهم للجهاد حتى جاهدوا فيه.
٥٦ ، ٥٧ ـ (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ (٥٦) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ وَاتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٥٧))
[المائدة : ٥٦ ، ٥٧]
تولي الله والرسول تولي الحق والروح ، وهما القطبان في الوجود الكوني لا غير ، وهما