٧٦ ـ (قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَاللهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٧٦))
[المائدة : ٧٦]
عبادة من دون الله عبادة المظاهر ، والمسيح وأمه عليهماالسلام مظهران للألوهية لا غير ، وكل ما في العالم مظهر للألوهية ، والمظاهر قائمة بالاسم الظاهر ، فهو محركها ومغذيها ، وهي في ذاتها وهم بل عدم.
٧٧ ، ٧٨ ـ (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ (٧٧) لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ (٧٨))
[المائدة : ٧٧ ، ٧٨]
لعنة داود أصابت قوما كفروا ، وكذلك لعنة عيسى أصابت أصحاب المائدة لأن هؤلاء سألوا عيسى أن ينزل عليهم مائدة من السماء ففعل فلم يوقنوا.
٧٩ ، ٨٢ ـ (كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (٧٩) تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ (٨٠) وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ وَلكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فاسِقُونَ (٨١) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (٨٢))
[المائدة : ٧٩ ، ٨٢]
الإيمان هنا النور الذي يجعله الله في قلب الإنسان فيصبح مؤمنا ، ولو لا هذا النور الهادي لظل الإنسان أسير الغضب والشهوات ، والآية تعني فصل المؤمنين عن الكافرين ومن يتولاهم من اليهود والنصارى ، وذلك لأن الدين دينان دين تقليدي يرثه الإنسان من والديه وعشيرته الأقربين ، وهذا دين لا فضل للإنسان فيه ، وصاحبه لا يتعدى القشور إلى الجوهر ، إذ أن جوهر الدين أن يدخل الإيمان في القلب كما قال سبحانه في الأعراب الذين لما يدخل الإيمان في قلوبهم ، فكثير من اليهود والنصارى هم من أتباع الدين التقليدي ، وهؤلاء مصابون بداء التعصب ، لأن التعصب هو التمسك بالقشر دون اللب ، وبالتالي عدم معرفة الإسلام الحق وأهله والنتيجة عداوة المسلمين ، أما الدين الحق ، فهو كما عرفناه نور يدخل في القلب ، ومن أصحابه قسيسون ورهبان يودون المؤمنين من المسلمين ، ذلك لأن النور يناسب النور ، ونور الإيمان أصله واحد ، ولهذا قال صلىاللهعليهوسلم : (المسلم أخو المسلم) ، وبالتالي