حضرة هي من جهة وحدها ، وهي من جهة أخرى أجزاء أو أنها تبدو أجزاء.
٧٤ ـ (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٧٤))
[البقرة : ٧٤]
قسوة القلب تغلفه بالمحسوسات والشهوات وحجاب الأنا ، والنفس من جهة التعيين إن حبست في حدود التعيين انقطع موردها من الروح فأصيبت بالقسوة ... أما إذا ظل ضياء الروح يمدها فإن أنهار العلوم تتفجر منها ، وما خلق الله هذا الوجه المتعين إلا ليعرض على شاشته علومه.
٧٥ ـ (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٥))
[البقرة : ٧٥]
تحريف كلام الله تحريف دين التوحيد الذي كان إبراهيم عليهالسلام أباه ورائده ، واليهود يقولون إن إبراهيم نبيهم ، ولكن ما أتى به إبراهيم ليس الكلام الوارد في توراتهم الذي بين أيديهم ، فهذا الكتاب محرف ، والتحريف حدث من ناحية التوحيد ، وما كانت ديانة التوحيد لتختلف في جوهرها عن ديانة سماوية إلى أخرى ... لكن الناس من بعد نزول الرسالات هم الذين حرفوا ما أنزل.
٧٦ ، ٨١ ـ (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ قالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٧٦) أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (٧٧) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلاَّ أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (٧٨) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (٧٩) وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٨٠) بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٨١))
[البقرة : ٧٦ ، ٨١]
الحديث عن جوهر التوحيد يفضي إلى السلم وإطفاء نار الحرب التي كان يوقدها بنو إسرائيل. ومع هذا فالمرء واجد في توراة اليوم أصواتا تدعو إلى الحرب والشنآن واتخاذ الناس مطايا ، فالخلاف بين الأصل وغير الأصل هو ما حمل علماء بني إسرائيل على إخفاء الحق تحقيقا لغايات وأطماع.
٨٢ ، ٨٥ ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٨٢) وَإِذْ