بنو إسرائيل يؤمنون بالنبي القادم في آخر الزمان حسبما ورد في كتابهم ، فلما جاء النبي محمد صلىاللهعليهوسلم كفروا به.
٩٠ ـ (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (٩٠))
[البقرة : ٩٠]
اختيار الله العبد المصطفى بالرسالة والتأييد الإلهي أمر غير مشروط بأمة دون أمة ، ولا بأرض دون أرض ، ولا بطبقة دون طبقة. ، ولا بحسب ونسب ، فالله هو المريد ، يختار من يشاء من عباده.
٩١ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٩١))
[البقرة : ٩١]
حمل الحق سبحانه على التعصب ، وهو داء وبيل يصيب أصحاب الدين التقليدي ، فهو سبحانه لم يفرق بين الأديان ، وإن خص كل دين برسالة وشريعة ، ولكن بني إسرائيل رفضوا أن ينزل دين على غيرهم كالعرب ، حتى وإن كانوا يعلمون أنه الحق.
٩٢ ـ (وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (٩٢))
[البقرة : ٩٢]
دعا موسى عليهالسلام إلى ديانة التوحيد ، والموسوية تكشف حقيقة الفعل وتجعله لله ، لكن بني إسرائيل حرفوا التوحيد إلى عبادة العجل الذي هو عبادة الأنا أو الفكر ... أي ردوا الفعل الإلهي الظاهر بالهيكل العبدي إلى العبد نفسه.
٩٣ ـ (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٩٣))
[البقرة : ٩٣]
عودة إلى الطور الذي هو جبل الفكر ، وإعادة هذه العارية إلى الله لكن الذي حدث هو أن المعار تمسك بعاريته ، وأبى ردها إلى المعير.
٩٤ ، ٩٦ ـ (قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٩٤) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٩٥) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (٩٦))
[البقرة : ٩٤ ، ٩٦]
تمني الموت هو الحد الفاصل بين المؤمن والمنافق والمشرك والملحد ، لأنه سبحانه عرف المؤمن الحق بأنه الذي شرى نفسه ، وأن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم ، فإن تمسك الإنسان بنفسه خاف الموت الذي هو قبض النفس ، وهذا ما فعله بنو إسرائيل الذين تمسكوا بالعارية