حاجة له في ركوع أو سجود ، وإنما الغاية أن يفيء العبد إلى ربه ويعلم أين هو وإيتاء الزكاة تزكية العلوم التي حصلها العقل من المحسوسات فبعد تحصيل الكليات المستخلصة من الحس يجب على العبد أن يتهيأ لاستقبال ضرب آخر من العلم ، يكون العلم بالحسيات توطئة له وتمهيدا وأساسا ومادة للظهور.
١١١ ، ١١٣ ـ (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١١١) بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (١١٢) وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١١٣))
[البقرة : ١١١ ، ١١٣]
الحديث عن الحقيقة الإلهية التي هي من حيث العيان وجه الله الظاهر ، ومن حيث الخفاء هي وجهه الباطن ، ومشكلة التعصب محاولة جر الرداء الإلهي إلى جهة دون أخرى ، وهذا مستحيل لأن الحقيقة الإلهية جامعة مانعة فلا يمكن حصرها ، ومهمة الإنسان كشف هذا الوجه وصولا إلى كعبة الأنوار الكائنة في الصدر.
من هنا نفهم عالمية الإسلام وكونه دينا لا ينحصر في طقوس وعبادات فقط ، بل له جوهر هو الجامع.
١١٤ ـ (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلاَّ خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ (١١٤))
[البقرة : ١١٤]
تعطيل السير إلى الله تعالى هو كفر ، ومحاولة وضع سد بين الله والكون كفر أيضا .. ومساجد الله تتجاوز الأبنية المعروفة ، إن في الكون آيات دعي الإنسان إلى التفكير فيها تحقيقا لرؤية وجه الله الذي هو الاسم الظاهر.
١١٥ ـ (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (١١٥))
[البقرة : ١١٥]
المشرق الروح والنور الباطن ، والمغرب المادة والنور الظاهر ، والوجه الإلهي حاو لكليهما ، حاشاه سبحانه أن يخرج عليه شيء ، أو أن يقوم وجوده بسواه.
١١٦ ـ (وَقالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ (١١٦))
[البقرة : ١١٦]
اتخاذ الولد من قبل الله هو من باب الكفر أيضا ، والأمر كما تقول الصوفية متعلق بولادة الحقيقة من باطن هذا العالم ، فالله سبحانه والد ويلد باعتبار أنه عالم وعلام وعليم ، خلق