عربي ، والذين أشار إليهم النبي صلىاللهعليهوسلم قائلا : (إن الله ليبعث على رأس كل قرن من يجدد لهذه الأمة أمر دينها).
وعليه فصالح خالد أيضا لأنه نوعي ، ولأن أفراده يظهرون متعاقبين ليكونوا ممثلي اسم الله العليم.
ولأن بني إسرائيل دأبوا على قتل أنبيائهم ، ولأن كثيرا من الناس يعادون الأولياء العارفين كما فعلوا بابن عربي والسهروردي ، وابن سبعين ، ولأن أكثرهم ظلوا عن الله محجوبين بأناهم ، فلقد اتهمت الآية هؤلاء بالشرك.
١٩٣ ، ١٩٥ ـ (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ (١٩٣) إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٩٤) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ (١٩٥))
[الأعراف : ١٩٣ ، ١٩٥]
كل ما في الأرض عباد الله ، لأن ما في الأرض صور ، والصور لله وهذه الصور متحركة بالله أي بقوى إلهية ، ولهذا ورد ذكر الأرجل والأيدي والأعين والآذان أي الحواس ، وهذه كلها تعمل بقوى إلهية كما جاء في الحديث القدسي بعد أن يصطفى الله عبده ويطلعه كشفا على حقيقة الوجود ، فإذا هذه الحقيقة أن الله هو سمع العبد الذي يسمع به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وبصره الذي يبصر به ، ومن هذا المنظور الرؤيوي قالت الصوفية : لا معبود إلا الله وإن عبدت الأصنام والأوثان ، ذلك لأن الاتجاه من الداخل إلى الخارج هو اتجاه إلهي كما سبق أن قلنا عن العلم والارادة والقدرة ، فإذا كان الوثنيون عبدوا الأوثان فهم لم يعبدوا إلا الله بسبب كونهم في القبضة الدامغة وبحكم كونهم تحت القهر الإلهي الذي هو حقيقة ما عبد من صور ، وبسبب كون الصور ذاتها جزءا من وجهه الجامع.
١٩٦ ، ١٩٧ ـ (إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (١٩٦) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (١٩٧))
[الأعراف : ١٩٦ ، ١٩٧]
قوله : (إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ) يعني وصول العبد المصطفى إلى عين الجمع ، حيث يجد الله وليه ، ولأن هذا العبد تجسيد الإنسان الكامل الجامع النوعي فالنتيجة أن ولي العبد المصطفى هو ولي الإنسان الكلي ، أي ولي الوجود وما فيه.
وقوله : (وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) يعني تخصيص المصطفى بنور العلم التوحيدي ، وهو نور معلم علم النبي صلىاللهعليهوسلم ما لم يكن يعلم ، وعلم كل نبي ورسول وولي ، فلا معلم غيره.