يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ (٥٣) وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسالى وَلا يُنْفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كارِهُونَ (٥٤) فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ (٥٥) وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَما هُمْ مِنْكُمْ وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (٥٦))
[التوبة : ٥٢ ، ٥٦]
التربص المآل بعد الانتظار ، والحسنيان تثنية حسنى التي هي مفرد الأسماء الحسنى ، فمآل الاسم الحسن إلى أحسن وهو الظفر بعلم الأسماء التي علمها آدم ، ولهذا كان مصير من استشهد ، حيا كان أو ميتا ، الظفر بجنان العلم ، في حين أن مآل الكافرين الشطر الآخر من الأسماء ، وهو الشطر الجلالي المنتقم الجبار.
٥٧ ، ٥٨ ـ (لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (٥٧) وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ (٥٨))
[التوبة : ٥٧ ، ٥٨]
الملجأ والمغارات والمدخل اللجوء إلى أي سبيل يمكن أن يعتمده الفكر فرارا من الله ، وفرارا من الاعتراف به والتسليم له ، وهو أمر تعتمده الفلاسفة الملحدون ، فتراهم بكل واد يهيمون ، وأنهم يقولون ما لا يفعلون.
٥٩ ، ٦٠ ـ (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللهِ راغِبُونَ (٥٩) إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦٠))
[التوبة : ٥٩ ، ٦٠]
الرضا بما آتى الله ورسوله الرضا بالحدس الذي هو صفة إلهية لقبول الفيوضات من عقر الذات ، وهي جنة الذات التي سماها جلا الدين الرومي شمس تبريز ، وقال إنها روح الروح ، وقال إنها العقل الكلي ، وهو ذهن كل عقل ، والعقل الجزئي يكون عقلا أيضا ، ولكنه عقل ضعيف.
٦١ ، ٦٣ ـ (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٦١) يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كانُوا مُؤْمِنِينَ (٦٢) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها ذلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (٦٣))
[التوبة : ٦١ ، ٦٣]
الأذن كون النبي أداة بها تتحقق صفة الله السمع التي هي إحدى الصفات الإلهية السبع ، ولقد خلق الله هذه الصفة ليكون العالم كله أذنا له ، وبهذه الصفة يكون الله بكل شيء سميعا