١٦٧ ـ (وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ (١٦٧))
[البقرة : ١٦٧]
حين يرى المكاشف من في يده الأمر كله يود أن ينقل مكاشفاته إلى المحجوبين بنار الحجاب ، ولكن هيهات ... لأن المحجوب عينا لا خروج له من حجابه ، إذ العين حاكمة.
١٦٨ ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (١٦٨))
[البقرة : ١٦٨]
الدعوة إلى أكل طعام الأرض دعوة إلى دراسة عالم المادة وكشف ما فيه من قوانين ، والتفكر في جزيئاته وصولا إلى مضامين الكليات ، دون الغفلة عن رد الأمر إلى صاحبه ، وهو ما نبهت عليه الآية بعدم اتباع خطوات الشيطان ، إذ الشيطنة من شطن وهو البعد ... أي عدم الابتعاد عن الله عند النظر إلى الطبيعة.
١٦٩ ـ (إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (١٦٩))
[البقرة : ١٦٩]
السوء والفحشاء الخروج على حدود العبدية وادعاء الهيمنة على العالم.
١٧٠ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ (١٧٠))
[البقرة : ١٧٠]
دعوة إلى التمسك بالتوحيد الذي نبه على مصادر العلم ، وترك ما يدعو الآباء إليه ، وهو اعتماد الفكر وحده.
١٧١ ـ (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (١٧١))
[البقرة : ١٧١]
عدم عقل الأمر يجعل الإنسان بهيمة ، يؤمن بما لا يعلم ... إذ في رد عالم الظواهر إلى الحسيات والأسباب وحدها معناه كون الإنسان أصم أبكم أعمى.
١٧٢ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (١٧٢))
[البقرة : ١٧٢]
الطيبات الصفات التي صبت في أوعية المظاهر ، والأكل منها ضروري لاستخراج اللباب ، حتى إذا تم التعلم وجب الشكر لله صاحب العالمين ، الصفات والمظاهر.
١٧٣ ، ١٧٦ ـ (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٧٣) إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ