وكان وولف ميسنغ الذي أوردنا رأيه في الظاهرات الميتانفسية يستلقي في نعش من البلور ، ويضع نفسه في حالة تخشب ، ولمدة ثلاثة أيام من كل أسبوع كان يرقد في التابوت بلا حراك كالجثة ، والتخشب حالة غير طبيعية يعلق فيها التنفس وخفقان القلب والظاهرات المنظورة للحياة ، ويقدم المتمرسون على اليوغا عروضا مدهشة في التخشب.
ولقد اقتحم ميسنغ عزبة ستالين في كونيتسفو ، وكان هذا الأمر يعدل اليوم التسلل خفية إلى أقبية فورت كنوكس حيث يحتوي على ذهب الولايات المتحدة ، ونجح ميسنغ بأن أوحى بأنه بيريا الوزير المعروف رغم أنه لم يغير من شكله ولا وضع نظارات.
٣٧ ، ٣٨ ـ (وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٧) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣٨))
[يونس : ٣٧ ، ٣٨]
القرآن حجة الله على خلقه ، كما قال الجاحظ : القرآن كتاب لا تنقضي عجائبه ، وكل الكتب التي سبقت نزول القرآن والكتب التي تبعته أصابت ، وأخطأت ، وحرفت ، وعدلت ، وانتقدها العلم الحديث إلا هذا الكتاب الذي ظل كما نزل محفوظا وقانونا جامعا أزليا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وبيان هذا الكتاب فاجأ أرباب البيان من شعراء وخطباء عرب هم أهل الفصاحة واللسن ، فأصابهم الدهشة والبهت ، وظلت أعناقهم لهذه المعجزة البيانية خاضعين ، وليس على الأرض كتاب درس وعولج ما جاء فيه من قضايا وكتب عنه ما كتب مثل القرآن ، فهو كتاب المسلمين الأول ، والمسلمون يعدون اليوم خمس سكان الأرض.
وتتجلى عظمة القرآن في أنه ليس شعرا وليس نثرا كالنثر العادي ، بل كتاب له أسلوبه وعرضه ، ومدخله ومخرجه وظهره وبطنه وقصصه وتاريخه ومعالجته القضايا الاجتماعية والسياسية والنفسية والفقهية التي تهم الإنسان حيثما كان.
وللقرآن موسيقاه الخاصة وهي ما تسمى موسيقى الكلمة ، ونضيف موسيقى الروح أيضا ، فكما ذكرنا ما قاله الفيثاغوريون عن العدد عشرة المقدس ، وكون الموسيقى ذات علاقة بهذا العدد باعتبار السلم الموسيقي عددي والفواصل النغمية الكبرى يمكن التعبير عنها في نسب الأعداد الصحيحة التي مجموعها عشرة ، وكون الموسيقى روح الكون .. فإن للقرآن صلة أيضا بهذه الموسيقى الكونية باعتماده الحروف التي هي أعداد أيضا رتبت ونسقت وصنفت وتتابعت من قبل الروح الفاعل الذي هو روح الموسيقى ، فتجد القرآن بهذه الصلة بالروح القابل مسموعا