شبكات ارتباطية نظامية بينهما ، وأوالية هذا الارتباط لا تزال طي الغيب بالنسبة إلى الكثيرين من الناس ، لكني أعلم علم اليقين من جهتي أنها موجودة.
أما عن ظاهرة التكينيزيا ، وهي تحريك الأشياء بقوة الذهن ، فقد كتب الدكتور غريغوري رازدان رئيس قسم علم النفس في كوينز كوليج في نيويورك معرفا مجلة لايف الأميريكية على حالة لامرأة روسية اسمها روزا كوليشوا ، بعد أن فحص هذه المرأة في أثناء رحلة قام بها إلى روسيا : هذا نموذج عن الظواهر التي رفض الإنسان غريزيا تصديقها ، غير أني توصلت إلى رأي قاطع بصدد الرؤية غير البصرية أنها اكتشاف حقيقي ، والمعروف أن روزا هذه كانت قادرة على قراءة نص بمجرد لمسه بأطراف أصابعها ، وعيناها معصوبتان ، وعلى تعرّف الألوان والنور بيديها ، والتجارب التي أجريت على روزا جاوزت مسألة حبيبات الصبغيات للألوان ، إذ وضعت الأوراق الملونة تحت الزجاج ، كما قرأت نصوصا مكتوبة ونوطات موسيقية من خلال ألواح زجاجية ، كذلك لم تعتمد روزا على تباينات الحرارة الطفيفة المميزة للألوان ، فالدكتور شاخر عمد إلى تسخين لوحات الألوان الباردة كالأزرق والبنفسجي ، وإلى تبريد لوحات الألوان الساخنة كالأحمر ، ولكن هذا التعديل في الحرارة لم يؤثر قط على روزا ، وكتب معهد البيوفيزياء لأكاديمية العلوم في موسكو تقربرا حول مقدرة هذه المرأة الخارقة.
وهناك ظاهرة السيكوكينيزيا ، وتفترض وجود تأثير للفكر على المادة من مسافة ، والوسيطة السيكوكينيزية تليا تجذب الأشياء إليها بالنظر حتى السجائر والخبز اللذين لا يجذبان من قبل المغناطيس ، وهي قادرة على تغيير اتجاه البوصلة ، وعلى أن تجعل قطع الخبز تقفز إلى فمها ، وقد خضعت لكل الفحوص التي تثبت أنها لا تحمل في طيات جسمها مغناطيس أو أي جهاز مساعد ، وتفصل تليا بين صفار البيضة وبياضها ، وبدهي أنه من المستحيل تحريك بيضة أو رفعها عن السطح الموضوعة عليه بواسطة سلك أو مغناطيس ، وكتب الدكتور تولتسكي أستاذ كرسي الفيزياء في جامعة موسكو : تبدو لي عروض التكينيزيا التي قدمتها ميخائيلوفا طبيعية فهل من الممكن أن توجد قوى ما هي بالكهرطيسية ولا بالجاذبية ، وقادرة في الوقت نفسه على تحريك الأشياء ، بل اعتقد بصفتي فيزيائيا أن احتمالا كهذا وارد.
وإمكانية تنويم الناس وإيقاظهم تخاطريا عن مسافة أمتار أو آلاف الكيلومترات هي التجربة السوفياتية الكبرى التي زف نبأها علانية في مطلع الستينات ، وبطلها شخص اسمه بلا تونوف ، وكان يقدم عروضا على المسرح من هذا النوع ، وقد أقدم أثناء انعقاد المؤتمر الروسي القومي لعلم النفس العصبي على تنويم الراقصة الشابة الآنسة م بواسطة التخاطر في قاعة غاصة بالباحثين العلميين ، أما سيريوس فكان يسقط صوره الذهنية على فيلم من نوع بولارائيد.