وصفنا الحواس الحسية في بعض المواضع بأنها لاقطة ، وقلنا إن المعقولات تفتقت في عالم العيان وكان علم الله بها كليا ، فلما تفتقت علم تفاصيل العلوم ، فكان الله العلم والعالم والمعلوم ، وعلى هذا فالعملية كلها إلهية الغاية منها ظهور العلم المرتق المجمل في ما هو ظاهر مفصل ، فالتحقيق يكشف إذن نفي الإنسان كوجود حقيقي ، وإثبات أن للحق هذا الوجود عن طريق استخدام الآلية الفكرية الإنسانية.
والخلاصة التي تنتهي إليها أن الإنسان إذا فكر وتردد وشاء واختار فإنه يفعل هذا باعتباره القابل لمؤثرات إلهية باطنة ، وباعتبار أن اتخاذ القرار هو من فعل الفاعل الفعال الواحد القهار الذي لا شريك له في الملك ، بل لا وجود لأحد أيضا في حضرة هذا الوجود الأحد الكلي الصمد الذي كان ولا شيء معه وهو الآن على ما كان.