١٨٩ ـ (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٨٩))
[البقرة : ١٨٩]
الأهلة دورات ظهور الأسماء من الرتق إلى الفتق ، ولكل دورة زمان ومكان محددان ، ولهذا يربط بين رؤية الأهلة والحج الذي هو ميقات معلوم للسفر إلى مكة ، وإتيان البيوت من ظهورها الخروج على ما حدد الله سبحانه من عبادات ومناسك طلبا للحقيقة ، فلا غنى للحقيقة عن الشريعة ، ولا طريق إليها إلا طريق العبادات.
١٩٠ ـ (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (١٩٠))
[البقرة : ١٩٠]
القتال قتال الأسماء المزدوجة المتضادة ، وهو قتال فرضه سبحانه على المؤمنين لفتق مضمون الأسماء الرافعة الخافضة ، ولا مناص من القتال أي من الجهاد ، أكبر كان أم أصغر ، إذ كتب سبحانه على آدم وبنيه تحصيل العلوم عن طريق إتمام الكلمات المكتوبة ، والإتمام الجهاد.
١٩١ ، ١٩٢ ـ (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (١٩١) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٩٢))
[البقرة : ١٩٢ ، ١٩١]
حذر سبحانه من قتال المشركين عند المسجد الحرام إلا إذا كان المشركون هم البادئين بالقتال ، إذ أن في دخول المسجد الحرام الوصول إلى الأفق المبين ، حيث يتبين دور الروح في التفتيق فلا يعود ثمة طالب ومطلوب وسائل ومسؤول ، وذاكر ومذكور ، إذ أن في الجمع غنى عن القتال إسقاطا لوسائله.
١٩٣ ـ (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (١٩٣))
[البقرة : ١٩٣]
الفتنة تكون في طغيان شطر من الأسماء دون الشطر الآخر ، ولهذا قال سبحانه في موضع آخر : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ) [البقرة : ٢٥١] ، فقتال المؤمنين الكافرين فرض ، وبه يتم الدين لله ، والدين الحق الدين الجامع للشطرين.
١٩٤ ـ (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (١٩٤))
[البقرة : ١٩٤]
الشهر الحرام ما حرم على المؤمنين من طغيان الحواس ، وقد جعله الله أمنا لهم من هذا الطغيان ، فكل ما حرم على المؤمنين فهو نعمة من الله ، لأنه لو لا الحرام والحلال ما عرف