أسماء الجمال المصلحين لأنهم أبرزوا صفات الله الجمالية. ولما كانت الأسماء كثيرة ، ومتضادة ومتقابلة كان لا بد من الاختلاف ولو شاء سبحانه أن يجعل الناس أمة واحدة لظلوا جميعا في عالم العلم المطوي ، ولظل الله كنزا مخفيا ، ولما خاطب الحق ذاته القابلة ولما رأى نفسه في مراياه.
١١٩ ـ (إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١١٩))
[هود : ١١٩]
الرحمة هي التي تنقذ الموحدين المرحومين من نار التناقض. ولقد خلقهم ليختلفوا ، ثم ليتوبوا من هذه الإزدواجية الظاهرة والباطنة بعد أن يتوب الله عليهم ، أما الباقون فهم سكان جهنم جميعا.
١٢٠ ، ١٢٣ ـ (وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (١٢٠) وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنَّا عامِلُونَ (١٢١) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (١٢٢) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (١٢٣))
[هود : ١٢٠ ، ١٢٣]
أنباء الرسل أنباء الكشوفات الفائضة عن عالم الذات ، إذ كل رسول مظهر لهذا العالم ، فعالم الذات واحد والمظاهر كثيرة. والتثبيت تمكين العارف وذلك بأن يرى ويسمع ويقرأ عن الأنبياء والأولياء الذين عاشوا تجربة المعراج العظيم ، والمعراج واحد ، وكل نبي له فيه مقام معلوم كما ورد في حديث النبي عن المعراج ، فما من نبي ولا ولي محقق إلا شرب من العيون التي شرب منها العارفون السابقون. فالمعين واحد ، والواحد هو لا إله إلا الله.