بالعلم ، وحياتهم التحقق بجلية الأمر ، وكون الحق الفاعل والوارث.
٢٤٥ ـ (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٤٥))
[البقرة : ٢٤٥]
القرض العطاء ، والإشارة إلى الخروج عن الإنية وتسليم الأمر لصاحبه ، وعندئذ يضاعف الله القرض أضعافا كثيرة ، إذ الميت في الله وبالله ، والذي أحياه الله يحيا الحياة الحقيقة ، وهي العلم بالله وفي الله ولله.
٢٤٦ ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلاَّ تُقاتِلُوا قالُوا وَما لَنا أَلاَّ نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٢٤٦))
[البقرة : ٢٤٦]
شدد الحق على بني إسرائيل في وجوب القتال ، وكنا قد قلنا إن بني إسرائيل هم الذين أهبطوا إلى عالم العناصر والمحسوسات ، إذ أصل اسم إسرائيل هو يعقوب ، وهو من سرى ليلا ، لأن يعقوب كان يختبئ من أخيه عيص نهارا ويفر ليلا ، والليل ليل المادة ، أو ما سماه سبحانه : (أسفل سافلين) ، والقتال هنا ضروري للخلاص من شرك العالم السفلي ، ولا نجاة منه بغير قتال.
٢٤٧ ـ (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٢٤٧))
[البقرة : ٢٤٧]
الاصطفاء الإلهي أساسه الكلمة الإلهية الخارجة عن نطاق الزمان والمكان ، والأرواح طبقات في الأزل ، وعلى رأسها ملك الأرواح ، ولقد اصطفى الحق طالوت الذي هو كلمة ، وخصه بالملك ، ولم يكن طالوت ذا مال ، ولكنه أوتي علما إلهيا ، فغار زعماء بني إسرائيل منه.
٢٤٨ ـ (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٤٨))
[البقرة : ٢٤٨]
التابوت صور الأسماء من المعقولات والكليات ، وأنزله الله على آدم كلمات ، لكون آدم محل الجمعية الأسمائية ، ثم توارثه الأكابر كابرا عن كابر ، والسكينة التي في التابوت