٨ ـ (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٨))
[آل عمران : ٨]
الزيغ بعد الهوى العودة إلى سيطرة الخواطر عل القلب ، ومنها الخاطر الشيطاني ، والمهدي محفوظ من إلقاء هذا الخاطر بعد أن كشف الحق له سره فسلم منه.
٩ ـ (رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (٩))
[آل عمران : ٩]
اليوم الجامع العين الجامعة ، ومن هذه العين تشع الأسماء والصفات ، فالمعنى أن الكل في القبضة ، والكل مجموعون وإن بدوا متفرقين.
١٠ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (١٠))
[آل عمران : ١٠]
لا شيء يغني الإنسان إذا كفر ، إذ الكافر محجوب ، والمحجوب محجوب عن الرحمة الرحيمية ، فهو في كفره تائه في صحراء لا ماء فيها ولا شجر ، وكون الكافرين وقود النار يعني أن حركة الكافر هي نشاط النار نفسها ، إذ أن الحركة تتم عن طريق استماع الخواطر ، فيتبع الكافر الخاطر المضل فيبقى بعيدا عن ربه.
١١ ـ (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (١١))
[آل عمران : ١١]
آل فرعون رمز لأصحاب النفس الأمارة ، فكل من توسوس له نفسه ، ويستمع لها ، ولا يكون له نصيب من الهدى أو النور فهو مثل آل فرعون ، ولقد ادعى فرعون الربوبية ، وأنكر أنه عبد لله ، مثلما أنكر وجود الله.
١٢ ـ (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ (١٢))
[آل عمران : ١٢]
تتم الغلبة الحقانية عن طريق الأسماء ، فالاسم الخافض والاسم الضار والاسم المنتقم وغيرها الأسماء القاهرة تفعل فعلها في المظاهر فتحشرها وتسوقها إلى جهنم البعد ، وتبقيها في قبضة الذل أبدا.
١٣ ـ (قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ (١٣))
[آل عمران : ١٣]