المخصوصون بنعمة الهداية أزلا بسابقة حسنى ، والمختارون لمعرفته وهم بعد ذر في ظهور آبائهم ، أما المغضوب عليهم فهم الذين قال فيهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (ستنشق أمتي عن اثنين وسبعين فرقة كلها في النار إلا ما عليه أنا وأصحابي) ، والمعنى أنه ما كل من سلك الصراط قد نجا ، والأصل أن يختار الله من خلقه من يريد ليعرفوه ، وأصل العبادة المعرفة ، والباقون محجوبون ، والحجاب نار ، لأن النار بعد ، والنور قرب ، والأمر قد فتق أصلا بين بعد هو الغضب وبين قرب هو النعمة ، لا تبديل لهذا الأمر الأزلي منذ نشأة الدين.