١٣٦ ، ١٣٧ ـ (أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (١٣٦) قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١٣٧))
[آل عمران : ١٣٦ ، ١٣٧]
مصير مغفرة ذنب الوجود جنات العلم ، وعددها سبع جنات مثل دار الخلد وجنة المأوى والغرفة والحيوان والفردوس ودار السّلام وأعلاها جنة القرب وهي وجميع الجنان مستودع العلوم الإلهية التي يبلغها الراقي جنة بعد جنة بدءا من كشف الفعل حتى كشف الذات ، ثم الفناء في هذه الذات ، ورمز إلى هذه العلوم بالأنهار الجارية.
١٣٨ ـ (هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٨))
[آل عمران : ١٣٨]
البيان التبيين وهو تبين أن الله أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد ، وأنه نجيه كما قال سبحانه : (وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا) [مريم : ٥٢] ، وأنه سبحانه معنا حيث كنا.
١٣٩ ـ (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩)) [آل عمران : ١٣٩]
الأعلون من العلا ، والعلا العلم.
ولا درجة فوق العلم ، وأعلى درجات العلم المعرفة ، ومن عرف الله عرف كل شيء ، ومن جهله جهل كل شيء ، وأول ما يجهله نفسه التي بين جنبيه ، قال سبحانه : (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (٢١)) [الذّاريّات : ٢١].
١٤٠ ، ١٤١ ـ (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (١٤٠) وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ (١٤١))
[آل عمران : ١٤٠ ، ١٤١]
القرح ما ينجم عن صراع الأسماء من تعب وكد ووهن ، ولقد خاطب الحق المؤمنين بقوله إن القرح لا يمسهم وحدهم بل يمس الناس جميعا ، مؤمنين وكافرين ومنافقين ، ولا يستثني من هذا حتى بقية المخلوقات ، فالعلم المعاصر أثبت أن التناقض والصراع أساس الحياة ، وأن التضاد موجود في أصغر الجراثيم ، فالمقاومة سبب تفجير الطاقة فلا مناص من الجهاد ولا هرب ، والجهاد حق لله على عباده ، بل على كل ما خلق ، إذ إنه سبحانه جعل سره كله في التفليق والتفتيق كقوله : (أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) [الأنبياء : ٣٠].
وقوله : (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ) يعني تداول الأسماء الناس وتداول الناس الأسماء ، فلا فرق ما دام الناس أدوات الأسماء ومجال فعلها والتداول انتقال الأمر من زيد إلى عمرو ومن عمرو إلى عبيد عن طريق فعل الأسماء ، فإذا انتقل اسم المذل من زيد إلى