يسره ، وقيل : التاء مزيدة. والمفتون اسم مفعول على بابه ، أي أيّكم الشخص المفتون؟
قوله : (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا)(١) أي لم يظهروا الاختبار منهم إلا هذا القول.
قوله : (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ)(٢) أي الشرك والحمل عليه ، وذلك أنّهم كانوا يعذّبون ضعفة المسلمين ليرجعوا إلى الكفر كفعل بني جمح ببلال وغيره حتى اشتراه أبو بكر وأعتقه.
وفتنه عن كذا : صرفه عنه ، ومنه قوله تعالى : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ)(٣) يقال : فتنت الرجل عن رأيه : صرفته عما كان يريده. وقيل : معناه ليوقعونك في البلايا والشدائد بصرفهم إياك عن اتباع القرآن ، وحاشاه من ذلك صلىاللهعليهوسلم.
قوله تعالى : (ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ)(٤) أي أثرها وما تسبّب عنها. فأطلق السبب وأراد مسبّبه.
قوله تعالى : (أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا)(٥) يعني في النار التي هي مسببة عن الفتنة ، وذلك حيث طلبوا الخلاص من الفتنة بقولهم : (ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي)(٦) ، في قصة قالوها له عليه الصلاة والسّلام بعبارة فظيعة. وأكثر استعمال الفتنة في الشدة كالابتلاء. قال الراغب (٧) : وجعلت الفتنة كالبلاء في أنهما يستعملان فيما يدفع إليه الإنسان من شدّة ورخاء ، وهما أظهر معنى وأكثر استعمالا ، وقد قال تعالى : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً)(٨) ، وقوله : (عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ)(٩) أي يبتليهم ويعذبهم.
__________________
(١) ٢٣ / الأنعام : ٦.
(٢) ٢١٧ / البقرة : ٢.
(٣) ٧٣ / الإسراء : ١٧.
(٤) ١٤ / الذاريات : ٥١.
(٥) ٤٩ / التوبة : ٩.
(٦) من الآية السابقة.
(٧) المفردات : ٣٧٢.
(٨) ٣٥ / الأنبياء : ٢١.
(٩) ٨٣ / يونس : ١٠.