الذي كانوا فيه ، فهم يذكرون الله تعالى : وقال الأزهريّ : المتخلّون عن الناس بذكر الله تعالى. وقال بعض الأعراب لسيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم (١) : [من الرجز]
يا خير من يمشي بنعل فرد
يريد بنعل لم تخصف طراقا ، أي طريقة فوق أخرى ، وهم يمدحون بمثل ذلك ؛ يقولون : رقيق النّعل ، وفرد النعل : أي لم تطارق (٢) طبقة فوق أخرى ، وعلى ذلك قال النابغة (٣) : [من الطويل]
رقاق النّعال طيّب حجزاتهم |
|
يحيّون بالرّيحان يوم السّباسب |
قال الهرويّ : أراد بآخر العرب لأنّ لبس النعال لهم دون العجم. «لا تعدّ فاردتكم» (٤) أي الزائدة على الفريضة (٥).
ف ر د وس :
قوله تعالى : (كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً)(٦)(الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ)(٧). قيل : هو كلّ بستان ، وقيل : إذا كان فيه نخل وكرم وماء جار وإلا فهو بستان ، وهل هو عربيّ أم فارسيّ معرب فيه قولان (٨). وقيل : هو مكان مخصوص في الجنة ، يقال : إنّه أعلاها ، ووزنه فعللّ نحو : قرطعب. والتحقيق أن لا وزن له لعجمته. وقال الفراء : الفردوس هو البستان الذي فيه الكرم بلغة العرب ، فظاهر هذا أنه عربيّ الأصل لا معرب.
__________________
(١) قاله رجل يشكو رجلا شجه. وتتمته كما في النهاية : ٣ / ٤٢٦ :
أو هبه لنهدة ونهد |
|
لا تسبينّ سلبي وجلدي |
(٢) وفي الأصل : لم يتطاير ، والتصويب من النهاية.
(٣) الديوان : ٦٣ ، والبيت كناية عن أنهم ملوك. السباسب : عيد كان لهم في الجاهلية.
(٤) النهاية : ٣ / ٤٢٦ ، وفيه رواية : «لا تعدوا ...».
(٥) أي لا تضم إلى غيرها فتعدّ معها وتحسب.
(٦) ١٠٧ / الكهف : ١٨.
(٧) ١١ / المؤمنون : ٢٣.
(٨) الكلمة رومية وليست فارسية.