الله صلىاللهعليهوسلم على حمار لنا قطوف فنزل عنه فإذا هو فراغ لا يساير» (١) أي لا يمكن مسايرته لسرعته وذلك ببركته صلىاللهعليهوسلم.
ف ر ق :
قوله تعالى : (وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ)(٢) قيل : هو يوم بدر ، وذلك أنه فرق فيه بين الحقّ والباطل ، وتبين أنّ دين الله هو الغالب. فالفرقان مصدر فرق يفرق ، وأصله في الأعيان نحو : فرقت بين الإناءين. وسمي يوم بدر بيوم الفرقان لأنه أول يوم حصل فيه الفرق بين الحقّ والباطل. وتقديره تقدير رجل قنعان أي يقنع به في الحكم. والفرق يستعمل في ذلك وفي غيره. وقيل : الفرقان : اسم لا مصدر قاله الراغب (٣) ، والفرق [والفلق متقاربان. وقال الراغب : لكن الفلق يقال اعتبارا بالانشقاق. والفرق اعتبارا بالانفصال](٤) والفرق : الطائفة من الناس المنفصلة عن غيرها ، قال تعالى : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ)(٥). قوله تعالى : (فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)(٦). فالفرق قطعة من الماء منفصلة ، والفريق : الجماعة المنفردة أيضا ، كقوله تعالى : (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)(٧).
وفرقت بين الشيئين : فصلت بينهما ، وهذا الفصل قد يكون مدركا بالبصر كما في الأشخاص ، وقد يكون مدركا بالمعاني ، ومنه الفرق بين المسألتين ، وهذا إبداء معنى لم يوجد في الطرف الآخر مع تخيّل التّساوي.
قوله تعالى : (فَالْفارِقاتِ فَرْقاً)(٨) قيل : عنى الملائكة ، فإنّهم يفرقون بين الحقّ
__________________
(١) النهاية : ٣ / ٤٣٧.
(٢) ٤١ / الأنفال : ٨.
(٣) المفردات : ٣٧٨.
(٤) ساقط من الأصل ، إضافة من د ومن المفردات : ٣٧٦.
(٥) ١٢٢ / التوبة : ٩.
(٦) ٦٣ / الشعراء : ٢٦.
(٧) ٧ / الشورى : ٤٢.
(٨) ٤ / المرسلات : ٧٧.