(وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (٢٦) وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) (٢٧)
القبيح والإخلال بالواجب بالندم عليهما والعزم على أن لا يعاود (١) وإن كان لعبد فيه حق لم يكن بد من التّفصّي على طريقه وقال علي رضي الله عنه : هو اسم يقع على ستة معان ، على الماضي من الذنوب الندامة ، ولتضييع الفرائض الإعادة ، وردّ المظالم ، وإذابة النفس في الطاعة كما ربيتها في المعصية ، وإذاقة النفس مرارة الطاعة كما أذقتها حلاوة المعصية ، والبكاء بدل كلّ ضحك ضحكته. وعن السدي : هو صدق العزيمة على ترك الذنوب ، والإنابة بالقلب إلى علّام الغيوب. وعن غيره : هو أن لا يجد حلاوة الذنب في القلب عند ذكره. وعن سهل : هو الانتقال من الأحوال المذمومة إلى الأحوال المحمودة. وعن الجنيد : هو الإعراض عما دون الله (وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ) هي (٢) ما دون الشرك ، يعفو لمن يشاء بلا توبة (وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ) بالتاء كوفي غير أبي بكر ، أي من التوبة والمعصية ، ولا وقف عليه للعطف عليه واتصال المعنى.
٢٦ ـ (وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) أي إذا دعوه استجاب دعاءهم ، وأعطاهم ما طلبوه وزادهم على مطلوبهم ، واستجاب وأجاب بمعنى ، والسين في مثله لتوكيد الفعل كقولك تعظّم واستعظم ، والتقدير ويجيب الله الذين آمنوا ، وقيل معناه ويستجيب للذين فحذف اللام. منّ عليهم بأن يقبل توبتهم إذا تابوا ويعفو عن سيئاتهم ويستجيب لهم إذا دعوه ويزيدهم على ما سألوه ، وعن ابن أدهم (٣) أنه قيل له ما بالنا ندعوه فلا نجاب؟ قال : لأنه دعاكم فلم تجيبوه (وَالْكافِرُونَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) في الآخرة.
٢٧ ـ (وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ) أي لو أغناهم جميعا (لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ) من البغي الظلم (٤) ، أي لبغى هذا على ذاك ، وذاك على هذا ، لأن الغنى مبطرة مأشرة ، وكفى بحال قارون وفرعون عبرة ، أو من البغي وهو الكبر أي لتكبّروا في الأرض (وَلكِنْ يُنَزِّلُ) بالتخفيف مكي وأبو عمرو (بِقَدَرٍ ما يَشاءُ) بتقدير ، يقال قدره قدرا
__________________
(١) في (ظ) و (ز) يعود.
(٢) في (ظ) وهي ، وفي (ز) وهو.
(٣) في (ظ) و (ز) وعن إبراهيم بن أدهم.
(٤) في (ز) وهو الظلم.