(وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (١٢) إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٣) أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٤) وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (١٥)
متقادم كقولهم : (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (١).
١٢ ـ (وَمِنْ قَبْلِهِ) أي القرآن (كِتابُ مُوسى) أي التوراة ، وهو مبتدأ ومن قبله ظرف واقع خبرا مقدما عليه ، وهو ناصب (إِماماً) على الحال نحو في الدار زيد قائما ، ومعنى إماما قدوة يؤتم به في دين الله وشرائعه كما يؤتم بالإمام (وَرَحْمَةً) لمن آمن به وعمل بما فيه (وَهذا) القرآن (كِتابٌ مُصَدِّقٌ) لكتاب موسى ، ولما بين يديه وتقدّمه من جميع الكتب (لِساناً عَرَبِيًّا) حال من ضمير الكتاب في مصدّق والعامل فيه مصدّق أو من كتاب لتخصصه بالصفة ويعمل فيه معنى الإشارة ، وجوّز أن يكون مفعولا لمصدّق أي يصدّق ذا لسان عربي وهو الرسول (لِيُنْذِرَ) أي الكتاب ، لتنذر حجازي وشامي (الَّذِينَ ظَلَمُوا) كفروا (وَبُشْرى) في محلّ النصب معطوف على محل لينذر لأنه مفعول له (لِلْمُحْسِنِينَ) للمؤمنين المطيعين.
١٣ ـ (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) على توحيد الله وشريعة نبيه محمد صلىاللهعليهوسلم (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) في القيامة (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) عند الموت.
١٤ ـ (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها) حال من أصحاب الجنة والعامل فيه معنى الإشارة الذي دلّ عليه أولئك (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) جزاء مصدر لفعل دلّ عليه الكلام أي جوّزوا جزاء.
١٥ ـ (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً) كوفي ، أي وصينا (٢) بأن يحسن بوالديه إحسانا ، حسنا غيرهم أي وصيناه بوالديه أمرا ذا حسن أو بأمر ذي حسن ، فهو في
__________________
(١) الأنعام ، ٦ / ٢٥. الأنفال ، ٨ / ٣١. النحل ، ١٦ / ٢٤. المؤمنون ، ٢٣ / ٨٣. الفرقان ، ٢٥ / ٥. النمل ، ٢٧ / ٦٨. الأحقاف ، ٤٦ / ١٧. المطففين ، ٨٣ / ١٣.
(٢) في (ظ) و (ز) وصيناه.